المنطق يفرض نفسه.. رياضتنا في الأولمبياد بلا ميداليات ملونة أو بصمة تذكر
المحرر الرياضي
لم تخرج مشاركة رياضتنا في أولمبياد باريس عن المتوقع فكانت الحصيلة صفراً في الميداليات والحضور، حتى أن أياً من لاعبينا لم يترك بصمة تذكر في الحدث الرياضي الأكبر على مستوى العالم.
الأكيد أن المنافسة على أعلى المستويات أمر مطلوب من الشارع الرياضي، لكن مفردات العمل والعقلية التي تسود رياضتنا جعل سقف الطموحات ينخفض حتى أن لاعباً من بعثتنا حل في المركز قبل الأخير في التصفيات الأولية، وآخر خسر في ثوان معدودة.
رياضتنا في الأولمبياد كانت هاوية وسط المحترفين فبعثتنا في غالبها ذهبت إلى باريس دون أدنى استعداد لتقارع الأقوى على مستوى العالم، ما يوحي أن التعامل مع هذه الدورة تم باستخفاف أو أن البعض رضي بأن يكون التواجد الشكلي هو الهدف.
صحيح أن حصيلة رياضتنا تاريخياً ليست كبيرة من حيث الميداليات، لكن المظهر العام في هذا الأولمبياد كان شاحباً وأكد أن كل الأحاديث عن خطط مستقبلية أو عمل استراتيجي في رياضتنا ليس سوى مجرد كلام في الهواء وخطوة للهروب إلى الأمام.
وعلى الرغم أن الخيبة كبيرة لدى الشارع الرياضي من المشاركة إلا أن الأمر الإيجابي هو أن رياضتنا ظهرت على حقيقتها دون رتوش أو تجميل، فظهرت السلبيات كلها دفعة واحدة، وكأن التوقيت الحقيقي للمكاشفة والمحاسبة حان وبشكل فوري لا يقبل التأجيل.
ليس هنالك ما يبنى على هذه المشاركة إذا تحدثنا بلغة المنطق، فلاعبونا حُملوا ما لا طاقة لهم به، وتم تركهم وسط أبطال عالميين بلا حول ولا قوة، فكيف للاعبة أن تقفز مباشرة من بطولة محلية لتقارع بطلات اشبعن تحضيراً ومشاركات واحتكاك.
ربما كانت الرسالة واضحة من عنوانها الأول فبعثة رياضتنا كانت بالأساس مكونة من لاعبين إثنين حققا معيار التأهل المستحق، قبل أن تتدخل بطاقات الدعوة من اللجنة الأولمبية الدولية وترفع العدد إلى ستة مشاركين، رافقهم جيش من الإداريين!
تحدثنا سابقاً عن واقع رياضتنا المليء بالمشاكل والتقصير، لكن بات من الواضح أن كل المسكنات لم تجد نفعاً وباتت محاسبة القائمين على مفاصل العمل مطلوبة عاجلاً غير آجل ، وإلا فإن تكرار الفشل شيء محتوم في ظل غياب أي رؤية للتطوير أو قدرة على تقديم الفائدة من القائمين اليوم على رياضتنا في كل مفاصلها.