بعد الأولمبياد.. سفينة رياضتنا تائهة بين الربان والعاصفة!
محمود جنيد
توقفت أحلام الجمهور الرياضي السوري الأولمبية عند حافة المركز الخامس الذي حققه رباعنا معن أسعد ضمن منافسات وزن + 102 كغ في في أولمبياد باريس 2024، عندما رفع ما مجموعه 438 كغ بين الخطف والنتر.
ورغم عدم تمكن الأسعد من تكرار إنجاز تقلده الميدالية البرونزية الذي كان حققه في أولمبياد طوكيو، أو حتى الوصول إلى رقمه الشخصي البالغ 445 كغ، إلا أن الجميع بارك وصفق وهلل واتفق على أن المركز الخامس من أصل اثنا عشر رباعاّ تنافسوا بشراسة طاحنة، يعتبر انجازاً يحسب للأسعد الذي بصم وغادر مرفوع الرأس من باريس بعد أن عمل ما عليه عكس بقية الرياضيين السوريين الذين جاؤوا ببطاقة دعوة وغادروا من الباب الخلفي المظلم للأولمبياد.
إذاً هذه حدودنا وذلك قدرنا الذي يستكين قسراً وقهراً لواقع نحتفي فيه بالتراجع، واقع رياضي ملبد بالتخبط والعشوائية الموغلة بالتخلف، متذرعين بوصفة المبررات والحجج الجاهزة من ظروف وضعف الإمكانات وقوة المنافسة في محفل يضم نخبة نخب أبطال على مستوى العالم، وفرت لهم سبل التحضير الاستراتيجي النوعي، عكس لاعبينا الذين دفعوا إلى ميدان معركة تنافسية من كوكب ٱخر، وهم عزّل يجهلون أبجديتها!
هي دائرة مفرغة سنظل ندور فيها على غير هدى، لأننا أضعنا منذ أزلنا في الرياضة رأس الخيط بعقليتنا الجامدة التي لا تدرك ماحولها، وحتى طفراتنا التي يجود بها الزمان في كل حين ومين مثل غادة شعاع، لا نعرف كيف نحتضن تجربتها كمنطلق نبني على أسسه مشاريع رياضية نمضي بها خطوة بخطوة على الطريق الصحيح، بينما نفضل المراوحة بالمكان والاستكانة إلى فكرة أين نحن منهم؟
هناك من يستفيد من تجارب الغير ويحاول عبر التخطيط الاستراتيجي، تقييم التجارب وتحليل الواقع ومواءمة القدرات مع الامكانات، وتصحيح الأخطاء لتكريس حالة نهضة تنموية، بينما تضيع بوصلتنا وتتيه مراكبنا التي يقودها من يأمن الحساب والعقاب، لنبقى في لجة التخلف تتلاطمنا أمواج الفشل بلا أفق، وبلا مستقبل!