تربية النحل.. أعباء تهدد طوائف النحل ..ودعم خجول يزيد من خسائر المربين
دمشق – محمد العمر
يعتبر هذا العام من أصعب وأقسى الأعوام التي مرت على النحالين لجهة تربية النحل والمحافظة على سلامتها وتغطية تكاليفها الباهظة التي تضاعفت بشكل كبير عن السنوات السابقة، ورغم النداءات المتواصلة، من هنا وهناك، لدعم النحالين وتربية النحل، إلا أن الدعم المقدم يبقى خجولاً لا يتناسب مع التحديات التي تعصف بهذا القطاع ومما سببته الأزمة من خسارة بأكثر من 75 بالمئة من أعداد طوائف النحل.
تحديات!
وتتعالى أصوات بعض المربين وهم يتحدثون عن واقع النحل والنحالين المتدهور جراء عوامل متعددة لعبت دوراً في تراجع التربية منها قلة المزروعات الزهرية وعدم وجود أماكن تنتقل إليها الخلايا وهو وما سبب ضعف بالإنتاج والمردود لجهة العسل، وحسب قولهم يأتي ضعف الإنتاج من جملة الصعوبات التي ما زالت تواجه عملهم المتمثلة بارتفاع تكاليف نقل الخلايا كل فترة حسب مواسم الزهر على مدار العام، إضافة إلى ارتفاع تكاليف أسعار الوقود وحراسة الخلايا خشية سرقتها وغيرها من المصاريف، لتؤدي هذه العوامل جميعها إلى تراجع هذا النشاط، داعين الجهات المعنية إلى دعم النحالين بالمواد الأولية، ودعم عملية التسويق والتصدير للخارج في سبيل تغطية النفقات المتضاعفة.
رئيس الجمعية النوعية المتخصصة بتربية النحل بدمشق، الدكتور بسام نضر، لم يخف لـ “البعث” جملة التحديات التي ما زالت تعصف بتربية النحل منذ سنوات و تأثيرها الكبير على المربين، سيما من ناحية نقص اليد العاملة وصعوبة التسويق وغلاء أسعار المواد الأولية ومستلزمات العمل والتي تسهم في مجملها بارتفاع تكاليف إنتاج العسل.
ووصف الدكتور نضر هذه السنة بالصعبة على مربي النحل نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة والتغيرات المناخية التي أثرت على النحل وكميات العسل المنتجة، فضلاً عن انحباس الأمطار وتوزعها غير المنتظم، منوهاً إلى أن إنتاج الكزبرة غير مقبول كذلك الكينا ليست على النحو المطلوب، ومع ذلك فالنحال مستمر بعمله بتربية النحل وإنتاج العسل، ويتفاءل نضر كغيره بالنشاطات الكبيرة التي يتم العمل عليها في إقامة الندوات التدريبية والتوعوية للنحالين، بالإضافة الى المشاركة في المعارض المحلية والعربية والمتخصصة.
معارض ترويجية
وتتفق الخبيرة الاقتصادية الدكتورة وفاء يعقوب على أن منتج العسل لدينا قد أصبح له أهمية كبيرة وسمعة مرموقة داخلياً وخارجياً، وقد تمكنت المعارض الداخلية والخارجية حسب قولها من تسليط الضوء على نوعي وجودة العسل السوري، مشيرة إلى السعي الدؤوب لوزارة الزراعة وبشكل مستمر من خلال التعاون مع اتحاد الغرف الزراعية ونقابتي المهندسين الزراعيين واتحاد النحالين العرب، لإقامة هذه المعارض التعريفية والترويجية الدورية كل عام.
وبينت يعقوب أن هذه المعارض تهدف إلى ربط منتجي العسل مع المستهلكين بشكل مباشر وتقديمه بسعر مناسب وجودة عالية، والأهم هو معالجة مشاكل النحالين وإعداد خرائط رقمية تساعد المربين على معرفة المناطق التي تتواجد فيها المراعي لنقل الخلايا لها، داعية القائمين على تربية وتسويق النحل بنفس الوقت إلى ضرورة بيع العسل حديث القطف المفيد للعسل العلاجي، فضلاً عن ضرورة حثهم على نشر ثقافة العسل وعدم تعريضه للحرارة وضوء الشمس وحفظه في عبوات زجاجية أو فخارية كونها الأفضل من عبوات البلاستيك.