النباتات العطرية ثروة منسية وقوننة طب الأعشاب ضرورة ملّحة
حمص – نبال إبراهيم
نظراً لأهميتها الاقتصادية والعلاجية كطب بديل أثبتت النباتات العطرية دورها في علاج الكثير من الأمراض باعتبارها أدوية بديلة عن الأدوية الكيماوية، وذلك بعد أن تحدث الأبحاث والدراسات عن جدواها في الشفاء من الكثير من الأمراض، إذ بين الباحث بالمعالجات النباتية الطبية في حمص الدكتور عبد المؤمن قشلق “للبعث” أن الزيوت العطرية تستخدم في جزء كبير من المعالجات كطب بديل، وأن لكل حالة مرضية زيت عطري مناسب لها ولا يسمح باستخدامها إلا بإشراف طبي، وخاصةً أن الزيوت ذات كثافة معينة في المواد المكونة بتركيبها، لهذا لابد من الإشراف الطبي لتجنيب المريض الأعراض الجانبية التي قد تكون مؤذية أحياناً.
وأشار قشلق إلى أن النباتات العطرية تستخدم أيضا كعلاج بالروائح وفي المساجات وفي حالات المشاكل التنفسية والانفعالية كالأرق والقلق، منوهاً بأن الصيدليات في الدول الغربية تقسم إلى قسمين: الأول لبيع الأدوية الكيماوية والثاني لبيع الأدوية النباتية.
وأكد قشلق على ضرورة قوننة طب الأعشاب باعتبار ذلك مطلبا ملّحا، وضرورة إصدار تشريعات وإعداد خطط مناسبة لتنظم آلية العمل، بالإضافة إلى تبني الأفكار المناسبة للنهوض بواقع هذه النباتات لرفد الاقتصاد الوطني، مطالباً بإحداث كليات أكاديمية واختصاصات بالجامعة لتدريس اختصاص طب الأعشاب ودراسة التركيب الكيميائي للنبات وتأثيره، أو يمكن إدراج مناهج دراسية في المقررات الجامعية في كلية العلوم الصحية والهندسة الغذائية وإعداد كوادر متخصصة للانطلاق بمشاريع حقيقية.
وبين قشلق أن النباتات الطبية والعطرية ثروة نباتية منسية لابد من المحافظة عليها والاستثمار فيها وعدم السماح بتصدير أي نبات منها ومحاسبة من يقوم بذلك لتحقيق الفائدة المرجوة مادياً وعلاجياً، حيث أن شركات الأدوية العالمية تتهافت على شرائها.
بدوره أشار مدير الزراعة في حمص عبد الهادي درويش “للبعث” إلى أن زراعة النباتات العطرية تنتشر في العديد من مناطق المحافظة الشرقية والغربية، وأهمها الكمون واليانسون وحبة البركة والكزبرة والكراوية والشمرا، حيث بلغ إجمالي المساحة المخططة لزراعة النباتات المروية على امتداد المحافظة 1968 هكتاراً، والمساحة المزروعة نحو 1640 هكتاراً، فيما بلغ إجمالي المساحة المخططة لزراعة النباتات البعل 2558 هكتاراً والمنفذة حوالي 1940 هكتاراً.
وبين درويش أن المساحة المزروعة بالكراوية على امتداد المحافظة تبلغ 81 هكتاراً، وبالكزبرة 1328 هكتاراً، وبحبة البركة 274.5 هكتاراً، وبالشمرا 208.4 هكتاراً، وباليانسون 1398 هكتاراً، وبالكمون 1231 هكتاراً، موضحاً أن مناطق زراعة النباتات العطرية تتوزع على امتداد مساحات جيدة في عدة مناطق من محافظة حمص، حيث تتركز زراعة الكمون واليانسون في المركزين الغربي والشرقي، والشمرا في المركز الشرقي، والحبة السوداء في الرستن، والمركز الشرقي، والكراوية في المركز الشرقي، وأما الكزبرة فتتركز زراعتها بالمركز الشرقي وفي الرستن.
وأكد درويش على أن إنتاج هذا العام كان جيداً وأفضل من العام الماضي، موضحاً أن إنتاج هذا العام من الكمون البعل بلغ 947 طناً، واليانسون السقي وصل إلى 1414 طناً، والشمرا السقي 312.6 طناً، وإنتاج حبة البركة السقي 240 طناً، والبعل 3.3 طناً، وإنتاج الكراوية السقي 121.5 طناً، والكزبرة السقي 15.6 طناً، والبعل 2496 طناً، مشيراً إلى أن إنتاج الدونم الواحد من اليانسون المروي يبلغ 150 كغ، وإنتاج الدونم الواحد من الكزبرة البعل بمعدل 150كغ، وحبة البركة حوالي 200 كغ، والشمرا والكراوية بمعدل 200 كغ بالدونم، والكمون البعل مردوده بمعدل 100 كغ للدونم.