انطلاق المؤتمر الطبي القضائي الأول في حلب: توءمة لتحقيق العدالة في المجتمع
حلب – أسماء خيرو
بدأت اليوم أعمال المؤتمر الطبي القضائي الأول بتنظيم من هيئة الطب الشرعي بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووزارتي العدل والصحة السورية تحت عنوان توأمة القضاء والطب الشرعي في خدمة الإنسانية.
ويشارك في هذا المؤتمر الذي تستمر أعماله في فندق شهبا حلب على مدى يومين 90 من الأطباء الأخصائيين في الطب الشرعي وطب الأسنان الشرعي والقضاة.
وأوضح نائب رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية ستيغ هوبن أن الهدف من المؤتمر تعزيز النظام الطبي القانوني بطريقة منهجية ومتكاملة، لضمان نظام شرعي مستدام وراسخ وفعال وذي كفاءة، وأنه من خلال هذا المؤتمر يتطلع إلى توضيح الدور الحاسم للأطباء الشرعيين في خدمة الإنسانية والمجتمع وتعزيز التعاون بين العلوم الجنائية والنظام القضائي، وتعزيز العمل الإنساني.
ولفتت القاضي ختام حداد معاون وزير العدل للدراسات والشؤون القانونية إلى أن هذا المؤتمر هو النواة الأولى لسلسلة مؤتمرات قادمة من أجل تعزيز القدرات القضائية والطبية في شأن تحقيق العدالة بما يخدم الإنسان والمجتمع، مشيرة إلى أن وزارة العدل شريك استراتيجي وفعال في تحقيق هذه العدالة آملة بخروج المؤتمر بجملة من التوصيات والمقترحات القابلة للحياة بما يخدم تطوير الخدمة ويحقق العدالة ويخدم الإنسانية والمجتمع بشكل عام.
ومن جهته قال الدكتور زاهر حجو مدير الهيئة العامة للطب الشرعي إن المؤتمر يهدف إلى تعزيز العمل مع القضاء وتطوير العمل الطب الشرعي، وتوقع أن تصدر عن هذا المؤتمر مقترحات مهمة لأن المواضيع التي يتم مناقشتها مهمة جدا وأن تكون المقترحات والتوصيات على قدر أهمية المواضيع، مبيناً أن اليوم الثاني مخصص بشكل كامل للحديث عن معوقات العمل الطبي وأسباب اخفاقاته، وأن المؤتمر يعد مكاشفة صريحة للوصول إلى اقتراحات يمكن من خلالها تطوير بها أداء الطب الشرعي ولاسيما الطب الشرعي عمله يرتبط ارتباطا وثيقا مع القضاء.
ويكتسب المؤتمر أهميته، وفقاً للقاضي المستشار عمار موالدي المحامي العام الأول بحلب، كونه يجمع ما بين القضاة والأطباء الشرعيين وبعض الأطباء الاخصائيين فضلاً عن مناقشة العديد من المواضيع والطروحات التي تخدم عمل الطب الشرعي والعمل القضائي بآن، وجميعها تتمحور حول مسؤولية الطبيب من الناحية القانونية وماله وما عليه من واجبات والتزامات يوجبها عليه قانون المهنة والأصول الطبية والتطور العلمي الحاصل في هذه المهنة التي ينظر إليها كمهنة مقدسة كونها تعنى بصحة الإنسان.
بدوره قال الدكتور عبد الرحمن شحادة، مدير مركز الطبابة الشرعية في حلب، إنه تم التوصل اليوم لجعل المؤتمر سنوياً من أجل الوصول إلى توءمة حقيقية بين الطب الشرعي والقضاء لخدمة الإنسانية، وتحقيق العدالة في المجتمع، مشيراً إلى أن واقع الطب الشرعي حاليا يشهد تحسنا ملحوظا وخاصة بعد افتتاح مركز الطبابة الشرعية في حلب قبل عدة أشهر وهو اليوم قائم بالعمل وبإمكانيات كبيرة ومجهز على مستوى الشرق الأوسط من كوادر طبية وتمريضية وإدارية يقدم الخدمات الطبية لحلب وريفها وأجزاء من محافظة إدلب وأجزاء من محافظة الرقة.
وألقيت اليوم محاضرات تمحورت حول الخبرة العالمية والمعايير الدولية في عمليات الاستعراف، ومفهوم المضاعفة المرضية والخطأ الطبي، وواقع الطب الشرعي في المشفى تشرين العسكري، وواقع طب الأسنان الشرعي في سورية، والمسؤولية القانونية عن الأخطاء الطبية، والمسؤولية الطبية، والخطأ الطبي والاختلاط في تداخلات الجراحة العصبية، والمسؤولية المدنية للطبيب في القانون السوري.