بعد أولمبياد باريس.. هل تكفي شمعة واحدة لتنير درب رياضتنا؟
ناصر النجار
قبل انطلاق أولمبياد باريس كانت آمالنا كلها تصب في خانة الرباع معن أسعد، ولم نكن نغالي في توقعاتنا لأننا كنا نتعامل مع الحدث بواقعية وليس بعاطفة، وذكرنا أن معن ليس له أمل بالميدالية الذهبية ويمكن أن ينافس على المراكز المتوسطة لأن هناك مشاركين أرقامهم أعلى من رقم معن، وتركنا الباب مفتوحاً أمام مفاجآت قد تحصل في الساعات الأخيرة من خلال انسحاب أحد الرباعين للإصابة مثلاً، أو إخفاق رباع آخر بتحقيق رقمه، لكن لم يحدث هذا أو ذاك وجاءت النتائج متوقعة بحدها الطبيعي، ورغم أن معن لم يحقق أي ميدالية في هذا الأولمبياد، إلا أنه كان شمعة أضاءت مسيرتنا الأولمبية بدخوله قائمة المنافسين واحتلاله المركز الخامس وهو مركز مرموق لا يستهان به.
الآن علينا السؤال: هل تكفي شمعة واحدة لتضيء درب رياضتنا؟ وإلى متى سنبقى نعتمد على الطفرات لتنقذ هذه الرياضة من المساءلة والفشل؟
المحاولات اليوم تتجه نحو التركيز على معن أسعد ولفت الأنظار إلى مركزه الخامس عالمياً، فلعل معن يحمي بما حققه من نتيجة (كالعادة) القائمين على الرياضة من أي مساءلة.
في بعض الأحيان، قد تمحو النتائج بعض المخالفات وبعض العثرات والأخطاء، لكن أن يكون الحضور مخجلاً والأخطاء كبيرة فهذا أمر بحاجة إلى تدقيق كبير ولا يمكن السكوت عنه، لأنه يدل على سوء الإدارة وسوء التصرف.
ويا للأسف، على تلك المبررات التي ما زالت الشماعة التي يتمسك بها القائمون على الرياضة وصارت بالية قديمة قدم الزمان، فالقضية لم تعد متعلقة بالأزمة والعقوبات الدولية، بقدر ما هي متعلقة بضعف الأداء والإهمال واللا مبالاة بالشأن الرياضي.
لدينا الكثير من المال لتحسين المقرات وإعادة تعميرها وتزيينها بالديكورات والفرش الخيالي، وليس لدينا القدرة على ترميم صالة أو بناء ملعب، وهذا مثال واحد، فالرياضي لا تهمه المفروشات وفخامتها بقدر ما يهتم لأذن سفر يكفيه مشقة الطريق.
والحديث في هذا الشأن يطول، فالهم والاهتمام صار لـ “البريستيج” وللسياحة والسفر، وكم من مشكلة تولدت بين القائمين على الرياضة من أجل سفرة هنا وهناك، فالمنفعة الشخصية هي في المقام في الأول وقبل كل شيء، وغير ذلك آخر اهتمامنا، والحل القادم لن يكون أكثر من تقديم قرابين لما حدث في باريس، ولن تكون أكثر من إقالة الاتحادات التي أخفقت، حتى هذا الأمر للن يتم لأن الانتخابات على الأبواب.
ما حدث مع رياضتنا في أولمبياد باريس كبير وهناك أمور ننأى بأنفسنا عن ذكرها وقد تفسرها قادمات الأيام، لكن أكثر ما نخشاه أن تقيد أخطاء هذه المشاركة ضد مجهول!