اقتصادصحيفة البعث

تداخل غير مفهوم

حسن النابلسي 

كان مفاجئاً ترشح تجار إلى مجالس إدارات غرف التجارة في غير محافظاتهم، ما أثار بالتالي عديد إشارات استفهام، علماً أنه في كل محافظة يوجد غرفة للتجارة لم تحدث عبثاً أو ملئاً للفراغ، فبالتأكيد أنشأت لغاية تنشيط التجارة وضبط عمل التجار وحماية حقوقهم وما إلى غير ذلك!
وهنا نسأل: ما الهدف من هكذا تداخل غير مفهوم؟
فهل يعود السبب لعدم وجود تجار ضمن محافظة دمشق فاستعانت بتجار من محافظة أخرى مثلاً؟
أم أن تجار المحافظة التي يجري التسابق على مجلس غرفتها نأوا بأنفسهم عن الانتخابات، ما ترك بالتالي فراغاً يملؤه تجار محافظة أخرى؟
لا بد أن آلية الانتخابات المعمول بها يشوبها الخطأ، وفي كل دورة انتخابية يتم استغلال بعض الثغرات لـ “دفع” أسماء ليست بذلك المستوى المأمول الذي يؤهلها للتأثير الإيجابي في المشهد التجاري، ولعلّ أخطر ما في الأمر تمكين تجار الفئة الرابعة والثالثة من انتخاب أعضاء محددين من الفئة الأولى والممتازة من خلال لعبة لا تخلو من السمسرة، ومن خلال هذه اللعبة يتم تمرير أسماء من محافظات أخرى!
ندعي أننا على درجة ما من الثقافة التجارية، ونزعم أننا ندرك معاني التجارة الشريفة وألف بائها، ناهيكم عن أننا على اطلاع –ولو نسبياً- بمصادر أموال عديد التجار المتنطعين وكيفية تنميتها، وكيفية صرفها أيضاً، فالتهرب الضريبي نهج أغلبهم، وتمويل مستورداتهم من مصرف سورية المركزي بسعر الصرف الرسمي، وطرحها بالأسواق بسعر نظيره “أسود” أبرز رافعة لرأس مالهم.. وفي هذا السياق، هناك سؤالان جديران بالطرح:

الأول لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ودورها في ضبط ما يسود أجواء الانتخابات من مشاهد ومواقف مستفزة، وإعادة النظر بخلفية المرشحين ومدى أهليتهم ومقدرتهم لتولي قيادة الغرف بما يخدم الحركة التجارية!
والثاني إلى الناخبين، بأن يكونوا على قدر المسؤولية باختيار ممثليهم في مجالس الغرف، وأن يركزوا على معايير النزاهة والكفاءة، مع الإشارة هنا إلى أن قائمة المرشحين تضم العديد من المعوّل عليهم بإحداث فارق بالمشهد التجاري، والتجار على دراية بهم أكثر من غيرهم..!