دراساتصحيفة البعث

تفشي شلل الأطفال يهدد أطفال غزة!

سمر سامي السمارة

بعد أيام على إعلان وزارة الصحة في غزة أن القطاع “منطقة وبائية لشلل الأطفال”، وذلك بعد العثور على فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النوع 2 في عينات مياه الصرف الصحي، وجهت منظمة الصحة العالمية رسالة بسيطة ولكنها عاجلة، مفادها أن العاملين في مجال الرعاية الصحية في حاجة إلى وقف إطلاق النار للسماح بالتوسع السريع في أنشطة التطعيم لمنع انتشار الفيروس المدمر عبر غزة وربما عبر الحدود.

وأشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى أن المنظمة أرسلت أكثر من مليون جرعة لقاح شلل الأطفال إلى غزة، لكنه حذر من أن استمرار “إسرائيل” في قصف القطاع، والنزوح القسري للفلسطينيين، وتدمير نظام الرعاية الصحية من خلال حجب المساعدات سيمنع العاملين في المجال الإنساني من حماية الناس في القطاع.

كما طالب تيدروس بتوفير حرية الحركة المطلقة للعاملين في مجال الرعاية الصحة والمعدات الطبية اللازمة لتنفيذ هذه العمليات المعقدة بأمان وفعالية، مشدداً على ضرورة وقف إطلاق النار وتنفيذ حملات التطعيم لحماية الأطفال في غزة من انتشار شلل الأطفال، خاصة أن اكتشاف فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي يعد علامة واضحة على انتشاره، ما يعرض الأطفال الذين لم يتلقوا التطعيم للخطر.

ومن المؤكد أن إن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات هم الأكثر عرضة للإصابة بشلل الأطفال، حيث لم يتمكن مقدمو الرعاية الصحية من الحفاظ على جداول التطعيم العادية للأطفال والرضع منذ بدأت “إسرائيل” هجومها على غزة في تشرين الأول الماضي.

بدورها، حذرت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط حنان بلخي من “سلسلة التطورات المقلقة”، بما فيها اكتشاف سلالات متحورة من فيروس شلل الأطفال.

وأكدت بلخي على الحاجة لوقف دائم لإطلاق النار من أجل ضمان تنفيذ حملات التطعيم ضد شلل الأطفال بنجاح، محذرة من أن “الإخفاق دون تحقيق ذلك، يعني المجازفة بانتشار الفيروس على نطاق أوسع، وحتى عبر الحدود”.

لقد ساعدت حملات التطعيم الجماعي الأطباء على القضاء على شلل الأطفال تقريباً في العقود الأخيرة، حيث انخفضت حالات الإصابة على المستوى العالمي بنسبة 99٪ منذ عام 1988، ولا تزال الجهود مستمرة للقضاء عليه تماماً

وجهت منظمة الصحة العالمية نداءها الأخير لوقف إطلاق النار وسط تقارير عن تكثيف الهجمات الإسرائيلية على خان يونس، حيث استشهد ما لا يقل عن 11 فلسطينياً يوم الأربعاء الماضي، بما في ذلك امرأة واحدة على الأقل في هجوم على مبنى سكني.

كما قصفت الدبابات الإسرائيلية مخيمي اللاجئين في النصيرات والبريج، في حين فرّ آلاف الفلسطينيين من بيت حانون وأجزاء أخرى من شمال قطاع غزة سيراً على الأقدام يوم الأربعاء الماضي متوجهين إلى جباليا ومدينة غزة.