أخبارصحيفة البعث

إيران لن تطلب الإذن للدفاع عن أمنها القومي

طهران-نيويورك-تقارير   

حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من أن صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم الكيان الصهيوني ودعم بعض دول الغرب له يهدد السلام والأمن في المنطقة والعالم، وحسب وكالة “إرنا” للأنباء بحث بزشكيان في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مساء أمس سبل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، حيث أكد بزشكيان خلال الاتصال أن صمت المجتمع الدولي تجاه الجرائم غير المسبوقة وضد الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ودعم بعض الدول الغربية لهذا الكيان هو عمل يتعارض مع المعايير الدولية ويشجع على استمرار الجريمة والإرهاب، ويهدد السلام والأمن في المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن الحرب من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست من مصلحة أحد، ومعتبراً أن الرد العقابي على المعتدي حق مشروع للدول وحل ناجع لوقف الجريمة والعدوان، كما لفت بزشكيان إلى العلاقات بين إيران وبريطانيا، وأهمية بدء المفاوضات النووية، معتبراً أن الوفاء بكل الالتزامات من قبل الطرفين يشكل شرطاً لنجاح هذه المحادثات.

بدوره أكد ستارمر ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبدء عمليات الإغاثة لسكان قطاع غزة ودور إيران في هذا الصدد، معرباً عن استعداد بلاده لتطوير العلاقات مع إيران بحكومتها الجديدة، وعن الأمل في أن يبدأ السفراء الجدد للبلدين مهامهم في أقرب وقت ممكن.

من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني عزم إيران وتصميمها على الدفاع عن سيادتها وأمنها القومي، مضيفاً: إن البيان الثلاثي الفرنسي الألماني البريطاني الذي يدعوها لعدم الرد على اعتداءات الكيان الصهيوني على سيادتها يحمل الكثير من الوقاحة، وإن بيان زعماء الدول الثلاث صدر في ظل عدم مبالاة الدول الغربية الداعمة للكيان الصهيوني، بارتكاب الأخير كل أنواع الجرائم الدولية بما فيها جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل”، كما لفت إلى أن إفلات المسؤولين الصهاينة من العقاب يزيد من وقاحتهم بارتكاب أبشع الجرائم على المستوى الدولي.

وشدد كنعاني على أن إيران حازمة ومصممة في الدفاع عن سيادتها وأمنها القومي، وعلى إرساء الاستقرار المستدام في المنطقة وخلق الردع ضد المصدر الحقيقي لزعزعة الأمن والإرهاب في المنطقة، وهي لن تطلب إذناً من أحد في ممارسة حقوقها المعترف بها، مبيناً أنه “في ظل عجز الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها، منذ أكثر من عشرة أشهر عن خلق ردع في مواجهة الكيان الصهيوني المجرم فإن تصعيده لجرائمه ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني وإرهابه الذي تجاوز الحدود الإقليمية بدأ يأخذ أبعاداً جديدة كل يوم، ومن المدهش أنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات عملية وفعالة من قبل الدول الغربية، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وإنكلترا، لوقف هذه الجرائم أو التعامل معها”.

وأوضح كنعاني “أن الدول الثلاث المذكورة ودون أن تقدم أي اعتراض على جرائم الكيان الصهيوني وجرائمه الدولية تطالب بوقاحة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعدم معاقبة وردع هذا الكيان الذي ينتهك سيادتها وسلامة أراضيها”، مشدداً على أن مثل هذه الطلبات تفتقر إلى المنطق السياسي، وتتعارض تماماً مع مبادئ وقواعد القانون الدولي وتمثل دعماً علنياً وعملياً لمصدر الجرائم الدولية والإرهاب في المنطقة، كما تشجع وتكافئ مرتكبي جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والإرهاب.

من ناحيته، أكد وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني أن الكيان الصهيوني ليس نظاماً سياسياً مستقلاً، وإنما هو امتداد لسياسات أمريكا والغرب في المنطقة، وقال: إن “شعوب المنطقة والعالم شهدت على مرّ العقود الثمانية الماضية كما هائلاً من التحركات الشريرة والجرائم التي اقترفها الكيان الصهيوني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تعرض الشعب الفلسطيني لأبشع وأشد الجرائم والانتهاكات”، مضيفاً: إن “الشعب الفلسطيني ناضل طوال تلك السنوات وضحّى بكل ما يملك في مواجهة الكيان الصهيوني، وذلك وسط صمت الغرب الذي يدعي كذباً الدفاع عن حقوق الإنسان عن جرائم هذا الكيان المتغطرس”، ومعتبراً أن “حماية الكيان الصهيوني من منظور الغربيين، تشكل مبدأ وأساساً ترتكز عليه جميع سياسات هؤلاء”، كما أكد أن “هذا الدعم اللامحدود أعطى الكيان الصهيوني الضوء الأخضر ليتمادى في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، دون أن يستثني المدنيين أو النازحين”.