اجتماع آخر لبحث موضوع الاحتراف والحلول الوسط ممكنة!
ناصر النجار
يعقد في العاشرة والنصف من صباح غد الأربعاء اجتماع في المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام بين لجنة الاحتراف المركزية ورؤوساء الأندية لمناقشة بنود قانون الاحتراف الذي صدر عن اللجنة.
الأندية بطبيعة الحال اعترضت على بنود القانون التي وجدت أنه يكبلها تماماً ويضع العراقيل أمامها، فالأندية تسعى نحو المنافسة على البطولة بطرق مختلفة منها التعاقد مع لاعبين مميزين، لذلك فإن هذا القرار يحد من طموح الأندية القادرة على فتح باب التعاقدات على مصراعيه، وأغلب الأندية ستتجه نحو الضغط لإلغاء بند التعاقد مع خمسة لاعبين فقط، وجعل أمر التعاقد حراً دون قيد أو شرط.
الموضوع متشعب وهو بين أخذ ورد، وكل طرف له أهدافه في هذه القضية، فلجنة الاحتراف المركزي وبعد عدة اجتماعات ومداولات قررت الحد من الانتقالات لدواع فنية بالدرجة الأولى ولدواع مالية أيضاً، والمبررات التي ذهبت إليها لجنة الاحتراف أن الاستمرار في الاحتراف الحر يجعل الأندية توجه كل اهتمامها نحو فريق الرجال وصرف كل الميزانية المالية عليه، مع إهمال بقية الفئات، وهذا الأمر جعل الدوري السوري يدخل الشيخوخة المبكرة لعدم وجود رديف من اللاعبين لأن الأندية لا تدفع بالشباب في الدوري وتعتمد على لاعبي الخبرة، وللأسف فإن متوسط عمر لاعبي الدوري بلغ ثلاثين عاماً جراء ذلك.
من الناحية الفنية فإن استمرار تدوير اللاعبين بين الأندية لا يحقق الحالة الفنية الجيدة، لأن الاستقرار الفني ينعدم تماماً، فكل فريق مع بداية كل موسم يبدأ من الصفر على طريق التحضير والاستعداد ومن الصعب أن ينسجم لاعبي أي فريق مع بعضهم بالسرعة المطلوبة وخصوصاً أن الفرق تتشكل من أندية عدة، أما من ناحية العدالة وتكافؤ الفرص فإن الأندية الغنية تستأثر بأفضل اللاعبين وتبقى بقية الأندية في الدوري لتمارس دور الكومبارس، وهذا بمجمله يضعف الدوري الكروي.
في انتخابات هذا الموسم وجدنا عزوف الكثير من الأعضاء والداعمين عن دخول انتخابات الأندية بسبب التكاليف المالية الباهظة التي باتت تكلف الفرق في الدوري، وذلك بسبب الاعتماد على مجموعة محددة من اللاعبين الذين باتت طلباتهم مرهقة، فبعضهم وضع مليار ليرة مقابل التعاقد معه وبعضهم أقل بقليل، وهذا كله بفعل الاحتراف المفتوح، وعندما يتم تحديد وتقييد الانتقال من نادٍ لآخر ضمن شروط محددة، فهذا سيجعل الطلب على اللاعبين محدداً وسيؤدي إلى وجود فائض من اللاعبين ما يؤدي ذلك إلى خفض الأسعار بشكل عام ويجعلها مقبولة نسبياً.
على العموم لن يكون الوضع جيداً، ولن يتوصل الأطراف إلى حلول مرضية لأن الوضع سيذهب إلى حلول وسط وهي بطبيعة الحال لن تحل المشكلة، وسنبقى على الانتظار لنرى بما سيخرج علينا به المجتمعون.