ملاحظات من مشاركة رياضتنا في الأولمبياد.. والرياضة المدرسية خطوة أولى
حماة – ذُكاء أسعد
المتابع لمنافسات أولمبياد باريس الذي اختتمت منافساته مساء أمس الأول أصيب بالدهشة نتيجة التطور اللامحدود الذي وصل إليه الرياضيون العالميون في مختلف الألعاب وخصوصاً الفردية منها، كما أن الأرقام العالمية المسجّلة تظهر بوضوح اتّساع الهوة التي تفصل رياضتنا عن الركب العالمي.
ليس للقائمين على رياضتنا مبرر بقلة المواهب فالمواهب متوفرة في بلدنا بكثرة بدليل تمكن البعض من أبطالنا من اعتلاء منصات التتويج العالمية كإبنة نادي محردة البطلة غادة شعاع التي حققت ذهبية أتلانتا عام 1996، وليس لنا عزاء بقلة الإمكانات والكثير من الأموال تهدر لمشاريع أقل ما يقال عنها “خاسرة “، أما مشروع بناء رياضيين أولمبيين فهو مشروع مهمّش لدى المسؤولين ومهمل في وزارة التربية التي يجب أن ترعى الرياضة المدرسية التي تعد اللبنة الأولى في البناء الرياضي.
وفي هذا السياق ذكرت فاديا العلي “مرشدة اجتماعية” أن بداية الخلل يكمن في المدرسة وتحديداً بالنسبة للحلقة الأولى والتي تعدّ من أهم و أولى مراحل التنشئة الرياضية وكشف المواهب، إذ هناك تغييب واضح لمادة الرياضة من قبل المجمّع التربوي وعدم وجود كوادر رياضية مؤهلة، فما يحصل الآن هو تكليف أستاذ للمادة الرياضية ممن ليس لديه خبرة أو مهارة، وعدم خبرته هذه تجعله يقوم بإطلاق العنان للتلاميذ للعب حسب أهوائهم في باحة المدرسة بعيداً عن التنظيم والأخلاقيات الرياضية، مضيفة: من أسباب تراجع الرياضة أيضاً عدم وجود أدوات رياضية حيث يتم شراء هذه الأدوات من مبالغ التعاون والنشاط وهذه المبالغ غير كافية بالأساس لدفاتر التفقد والعلامات كي تؤدي الغرض المطلوب لمادة الرياضة، أضف إلى ذلك عدم توفر ملاعب وقلة المهارات أو عدم تنمية الموجود منها بسبب إهمال الأسرة والمدرسة للطفل.
وشددت العلي على ضرورة تصحيح الأوضاع عبر فرز معلمين أخصائيين لحصة التربية الرياضية ومنح هذه الحصة الأهمية اللازمة لخلق جيل متوازن عقلياً وجسدياً، مع ضرورة صرف ثمن أدوات رياضية من ميزانية التربية.
فيما أكد رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي في حماة عبد الرزاق زيتون أن الرياضة هي صناعة حقيقية تبدأ من لحظة اكتشاف في المدرسة التي هي الخزان البشري الحقيقي الرافد للرياضة في حال كانت الحصة الدرسية تأخذ دورها بمتطلباتها الفعلية لا أن تقتصر على المشاركة بمنتخبات المحافظة التابعة للأندية والمدربة بها، مبيناً أنه عندما تكون البطولات المدرسية فعلية وحقيقية تكون الألعاب في الأندية بخير، علماً أنه تم تكليف اللجان الفنية في محافظة حماة للتعاون الكامل مع التربية ووضعها تحت تصرف دائرة التربية الرياضية، ومن خلال هذا التعاون لوحظ وجود الكثير من الخامات خلال البطولات المدرسية والتي تم توجيهها لأقرب نادي في المحافظة.
ولفت زيتون إلى أن الحالة الاقتصادية خلال الأزمة أدت لتراجع الاهتمام بالرياضة والتركيز فقط على العمل من خلال زج الشباب بالمهن لتحقيق الدخل المعيشي وهذا الأمر ملاحظ بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
لم تعد الرياضة في هذا الزمن للتسلية واللهو بل أضحت حضارة تدل على رقي الشعوب وتقدمها، وبما أن صناعة الأبطال الرياضيين عربياً غير متواجدة حسب تأكيدات زيتون، فأغلب الدول العربية لم تحقق النتائج المرجوة في أولمبياد باريس واقتصر تحقيق الميداليات على سبعة دول عربية البعض منها اعتمد على لاعبين مجنسين بينما هناك خمسة عشر دولة عربية لم تحقق نتائج ومنها السعودية والإمارات والكويت، لذلك لابد من صناعة اللاعب والبطل الأولمبي من خلال تأهيل المدرب القادر على صناعته قبل الاهتمام بالصالات والملاعب والتجهيزات، لاسيما أن البنية الجسدية للشاب أو الطفل السوري جيدة، وهذا الأمر لم يكن متاحاً سابقاً بسبب الحصار والأزمة والتكلفة الكبيرة للتعاقد مع مدرب جيد، أما اليوم فيمكن العودة للاستفادة من مدربين أجانب لتأهيل كوادرنا وخلق جيل جديد قادر على تحقيق البطولات.