الحاجة إلى هزة اقتصادية!!
غسان فطوم
عاش السوريون منتصف ليلة أمس رعباً حقيقياً جرّاء الهزة الأرضية التي ضربت البلاد بقوة 5.3 وأعادت إلى أذهانهم مآسي هزة السادس من شباط العام الماضي التي كان لها أثار كارثية.
ورغم التطمينات من قبل الجهات المختصة بأنه لا خوف من تداعيات الهزة، لكن الناس بدت خائفة، فآثار الزلزال “الشباطي” المدمر ما زالت عالقة في أذهانهم إلى الآن، وخاصة أن الذين تضرروا منه ما زالوا لغاية اليوم يعانون، بعد أن دُمرت بيوتهم وتحطمت سياراتهم، وباقي ممتلكاتهم، التي لم يتم التعويض عنها بالشكل الذي كانوا يتمنّونه.
هزة الأمس سحبت من الناس همومهم المعيشية والخدمية لبضع ساعات، ولكنهم عادوا يتألمون ويتأملون ومن التعليقات الطريفة التي تناقلها البعض بقولهم “كنا نأمل وننتظر هزة اقتصادية تنعش جيوبناً في موسم المونة واقتراب موعد المدارس”.
الهزة التي مضت على خير من دون أضرار بشرية ومادية أعادت إلى الأذهان سلسلة الأزمات المعيشية وتقلباتها، نتيجة “زلزال التضخم” الذي فاقت معدلاته، بل قوته، كل التوقعات، لتترك المواطن بلا سقف أمان يحميه من الفقر الذي وصل إلى أرقام مخيفة!
والسؤال: هل تحمل الأيام القادمة بصيص أمل بحدوث هزة تنعش اقتصادنا وتفجر الطاقات الإبداعية عند فريقنا الاقتصادي الجديد على أمل أن تحدث “هزات” أخرى مع الحكومة المنتظرة تنشلنا من وضعنا الاقتصادي والمعيشي الذي يعاني من الانكماش والركود؟ خاصة أنه من المتوقع أن تشهد سورية حراكاً استثمارياً مهماً ومؤثراً، في ظل الحديث عن انفراجات اقتصادية، مع التأكيد على دعم الإنتاج الزراعي والصناعي بتوفير المستلزمات بأسعار مدعومة، ودعم المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر.
بالمختصر، السوريون الصابرون لا يريدون في المرحلة القادمة أن يتعقد مسارهم المعيشي والاقتصادي المليء بالعقبات، بل يريدون من صنّاع القرار الاقتصادي اعتماد سياسات واتخاذ تدابير وإجراءات ذات مفعول إيجابي ذي جدوى محققة، بعيداً عن صدمات الوعود المعسولة، فهل تفعلها الحكومة الجديدة؟!
كلنا أمل بعد كل هذا الألم!