تذبذب الذهب بالأسواق المحلية بسبب تقلبات الأونصة عالمياً ومخاوف التوترات الدولية!
دمشق – محمد العمر
بين صعوده تارة وهبوطه تارة أخرى، يمر المعدن الثمين الذهب بحالة من عدم الاستقرار والتوازن السعري محلياً في ظل التخوف من التوترات الجيوسياسية الدولية، في حين أن سعر الليرة أمام الدولار منذ أشهر يشهد استقراراً جزئياً، من غير أن يؤثر ذلك في ارتفاع أو هبوط سعر الذهب بالوقت الحالي، ويجد مراقبون أن التوترات العالمية قد أثرت على سعر المعدن الثمين في الهبوط الكبير والصعود المتتالي وبأسعار تتجاوز 20 ألف ليرة للغرام الواحد في كثير من الأحيان، مما يشكل هاجس حذر من الراغبين في شراء الذهب من جهة، وتأثيره المباشر الآخر على مبيعات الصاغة.
بعض الصاغة الذين التقيناهم في دمشق أكدوا لـ”البعث” أن سعر الذهب يشهد اليوم تذبذباً ملفتاً وذلك بين الهبوط الكبير والصعود المفاجئ، وهذا حسب قولهم لم يحدث منذ سنوات طويلة خاصة أن الفترة الأخيرة ارتفع سعر الذهب لعيار 21 قيراط فوق المليون لثلاث مرات متوالية، ثم عاد ليهبط مرة أخرى بحوالى 20و 30 ألف ليرة سورية، ثم عاد ليرتفع من جديد اليوم متجاوزاً المليون ليرة سورية، لتكون الحالة السائدة بالأسواق تذبذب الذهب بين سعر 980 ألف ليرة سورية والمليون وأكثر قليلاً، مشيرين إلى أن هذه الحركة الارتدادية بين صعود وهبوط قد أثرت على المبيعات في عمليات البيع والشراء مما أحدث ركوداً غير مسبوقاً من شهر تقريباً، حتى أثر ذلك على التعامل مع الزبون والوقوع بالإحراج والإرباك!
ضعف الشراء!
بدورها الجمعية الحرفية للصاغة والمجوهرات في دمشق أكدت على ضرورة التزام الحرفيين والتقيد بالتسعيرة النظامية الصادرة عنها وبالربط الإلكتروني، مع إعطاء الفاتورة النظامية التي عليها لصاقة كيو آر، واستيفاء الرسم المالي بعد احتساب سعر الذهب للقطعة مضافاً إليه أجور التصنيع، حيث أن أي مخالفة بحق الحرفي تعرضه للمساءلة القانونية والمالية وذلك عبر إرسال الشكاوى على أرقام الجمعية.
كما وأشارت الجمعية إلى أن هناك ضعفاً في الشراء حالياً، وأن عمليات البيع تتركز على ذهب الادخار (ليرات وأونصات ذهبية) أكثر من ذهب الزينةً، فبعد أن كان الصائغ يسدد بالطريقة القديمة حسب البيانات أصبح اليوم يسدد رسم الإنفاق من المواطن مباشرة ثم إلى المالية، مبينة أن رسم الإنفاق وضريبة المالية والربط الالكتروني لم يؤثر على الحرفين وحتى الأسعار!
الملاذ الآمن
الخبير الاقتصادي والمالي محمد شريفة أكد لـ”البعث” أن أسعار الذهب عالمياً اليوم تمر بتذبذب واضح بين صعود وهبوط جراء التوترات الجيوسياسية في العالم والإقليمية في المنطقة والخوف والحذر من اندلاع كوارث وحروب وهو ما يشكل دعماً رابحاً للذهب الذي يعتبر الملاذ الآمن بوسط الاستثمارات الأخرى من جهة، ومن جهة أخرى تلعب البيانات الاقتصادية المالية والأسهم العالمية دوراً كبيراً في هبوط الأونصة أو صعودها بوسط التفاؤل بين الحين والآخر جراء خفض أسعار الفائدة الأميركية وترقب المتعاملين والمستثمرين أية بيانات اقتصادية تكون ذات مؤشرات إيجابية حول هذا المسار في ظل ركود وتضخم عالميين.
لكن جاذبية الذهب كملاذ آمن حسب قول شريفة تظل قوية مع تصاعد المخاوف من الركود في العالم، لافتاً الى أن تقلب الذهب حالياً في كل العالم يشير إلى مستوى الذعر الذي يجتاح أسواق الأسهم والبورصات العالمية بأيلول القادم.