انتقالات اللاعبين كشفت جهل الإدارات بالقانون وزرعت فتنة بين الأندية
ناصر النجار
الاحتراف مازال يشعل جدلاً ما بعده جدل، بين مؤيد لتقييده ومعارض لذلك، ومهما انتهى عليه اجتماع اليوم من قرارات ترضي الأندية أو لا ترضيها، فإن الجدل سيبقى قائماً بين فكر هذا ورأي ذاك، والأولى في مثل هذه الحالات أن يبقى الاحتراف مفتوحاً، وأن تتحمّل الأندية تبعيته، وبالمقابل أن يفرض اتحاد كرة القدم شروطه على الأندية الواجب تنفيذها، فما دامت الأندية تعتبر نفسها محترفة، فالمفترض أن يشمل الاحتراف كلّ فرقها، بمعنى أن تشارك بكل المسابقات وبكل الفئات دون أدنى اعتذار أو اعتراض على شكل المسابقة ومضمونها، وهذا يدفع اتحاد كرة القدم لعدم قبول عذر أي فريق يعترض على الدوري الأولمبي وطريقته وكذلك دوري الشباب، فالنادي القادر على دفع المليارات لفريق الرجال من المفترض ألا يعجز عن دفع بعض الملايين لبقية الفئات، والاحتراف الذي تبحث عنه الأندية المقرون بالعناية القصوى بالفئات الأخرى بالنادي هو احتراف جيد ومقبول، لأنه في حال الأزمات لن يجد النادي أي مشكلة في تعويض النقص بلاعبين مؤهلين من فريقي الأولمبي والشباب.
من جهة أخرى حدثت بعض المشكلات بين الأندية حول بعض اللاعبين، ولعب بعض اللاعبين دور الفتنة في عملية الانتقال من نادٍ إلى آخر دون أن يكون ذلك ضمن الأصول ومستوفياً الموافقات الرسمية، وسبق أن أخذت قضية انتقال لاعب الفتوة يوسف الحموي إلى نادي الكرامة ثم نادي أهلي حلب حيزاً من النقاش والخلاف تمّ حلّه ودياً بين الناديين، ثم جاء انتقال لاعب أهلي حلب عبد الله نجار إلى نادي الوثبة وسط تساؤلات كثيرة عن الأسلوب الذي اتبعه اللاعب، أما الفتنة الكبيرة فهي باللاعب مؤمن ناجي المنتقل إلى نادي الكرامة وقد وقع معه، ثم فجأة وجدناه في نادي الوحدة، ومثله فعل اللاعب يوسف محمد الذي وقّع للكرامة أيضاً ثم انتقل إلى نادي الرمثا الأردني!.
المشكلة التي ستظهر لاحقاً وقريباً تخصّ نادي الفتوة الذي وقّع له بعض اللاعبين ونكثوا توقيعهم، وهم بصدد التوقيع لأندية أخرى.
هذا كله سببه تسرّع إدارات الأندية وجهلها بالقوانين والأنظمة وعدم تثبيت عقودها مع اللاعبين ووضع ضمانات وشروط جزائية، واللاعبون الذين ينكثون عهدهم من الخطأ أن يتركوا دون حساب على تصرفاتهم البعيدة عن الأخلاق الرياضية، والمفترض أن يعاقبوا لأنهم خلقوا بتصرفاتهم العشوائية فتنة بين الأندية لا نعرف إلى أين سيصل مداها.
نعود لنؤكد أن العمل الإداري في الأندية ما زال بعيداً كلّ البعد عن الاحتراف، وهذا يؤكد أن المال ليس كلّ شيء في كرة القدم.