بعد القرار النهائي للاحتراف.. نادي الفتوة أكبر المتضررين
ناصر النجار
اجتمعت الأندية المحترفة مع لجنة الاحتراف لتصدر قراراً خدم أندية بنسبة كبيرة، وخدم أندية أخرى بنسبة أقل، لكن أكبر المتضررين من كلّ القرارات المتخذة كان نادي الفتوة، وحتى لو لم يصدر أي قرار فإن نادي الفتوة كان أكبر المتضررين من الاحتراف.
والمثل القائل (جنت على نفسها براقش) ينطبق على نادي الفتوة بعد أن تخلّى كل أبناء النادي عن كرتهم دفعة واحدة، وبات النادي يسبح في الإهمال واللامبالاة، فلا دعم ولا داعمين ولا لاعبين، وحرام على بطل أن يشهد مثل هذه النهاية المأساوية!.
في القصة أن إدارة نادي الفتوة الراحلة وضعت نصب عينيها الفوز بلقب الدوري وسخرت له كلّ الإمكانيات والوسائل، ولأجل ذلك تعاقدت مع خيرة اللاعبين في الموسمين الماضيين ودفعت الكثير من المال ورفعت أسعار السوق بشكل مبالغ فيه لتحقيق هدفها عبر استقطابها أفضل اللاعبين، وبالمقابل أهملت قواعدها ولم تعرها أدنى اهتمام، ففي حين كانت إدارة النادي تقيم الأفراح بالفوز ببطولة الدوري، كان فريق الشباب يرزح في الدرجة الأولى ولا يقدّم له أدنى الدعم ليتأهل إلى الدوري الممتاز، والكلام نفسه ينطبق على الفريق الأولمبي الذي لم يكن كما يشتهي أنصار الآزوري.
خلال السنوات الثلاث الماضية لم يقدّم الفتوة أي لاعب، بل إن لاعبيه وما تبقى منهم هجروه إلى أندية أخرى وبعضهم انتهت صلاحيتهم الكروية عملياً، لذلك وقع اليوم الفتوة في شر أعمال إدارته التي لم تراعِ الزمن والمستقبل وجعلت الألقاب والإنجازات هدفها وغايتها ومرتبطة باسمها الشخصي فقط، وتركت النادي يغرق في شبر ماء.
لا يوجد حلول قريبة، فالكل تخلّى عن النادي، سواء داعمين أو محبين أو مشجعين، ورئيس النادي الجديد استقال بعد أسبوع من تعيينه، ويجري البحث اليوم عن رئيس جديد يحمل الهمّ على عاتقيه، مع العلم أن الحلول غير موجودة ولو تعاقدت إدارة النادي مع خمسة لاعبين، فلن يستطيعوا انتشال النادي وإنقاذه لأنه لا يوجد لاعبون في الفريق قولاً وفعلاً.
الحلّ السليم وهو الوحيد أن يعتمد الفريق على مجموعة لاعبيه من الشباب والأولمبي ومن يقبل من المخضرمين من أبناء النادي، وأن تعتبر الإدارة أن هذا الموسم هو البداية بمرحلة إعادة بناء كرة الفتوة من خلال أبنائها من الشبان والمواهب، فالمحترفون لعبوا لأجل المال وليس لأجل الفتوة، ولا يحك جلدك مثل ظفرك.