البعث أونلاين

تسكين الألم” يتصدر مضمار التطورات الكبيرة بعد التقدم الدوائي

دمشق _ حياة عيسى
يعتبر الألم و التخدير موضوعين متداخلين بشدة بحيث لا يمكن الفصل بوضوح بينهما، لاسيما أن غاية علم التخدير جعل المريض في منأة عن آلام العمل الجراحي، و
الألم هو تجربةحسية وعاطفية غير سارة مرتبطةبتلف الأنسجة الحاد أو المحتمل.
رئيس رابطة التخدير في سورية الدكتور فواز هلال بين في حديث ل “البعث” أن التعريف أنف الذكر للألم أضاف له البعد العاطفي و المنطقي و النفسي وليس فقط الإكتفاء بالحالة بيولوجياً، وهو أن هناك إثارة للخلايا الحسية الناقلة للألم، ليأتي سؤال منطقي ويفرض نفسه حقيقةً هل من الممكن للإنسان أن يتألم دون وجود أذية نسيجية؟ ليعرفنا الدكتور هلال نعم من الممكن في الكثير من الحالات وأول مثال على ذلك هو “الآلم الشبحي” وهو عند معاناة المريض بعضو ما لسنوات طويلة كألم القدم السكري و تموت القدم وتنتهي الحالة ببتر الطرف يبقى المريض يشعر بالألم اي يشعر بألم طرف لم يعد موجوداً وهو ما يسمى”الذاكرة الألمية”
وتابع رئيس الرابطة حديثه أن للألم ثلاث مكونات منها المكون البيولوجي، والمكون المنطقي والمكون النفسي، مع تأكيده أن عملية تسكين الألم حق من حقوق الإنسان في القانون الدولي وللتخفيف من المعاناة النفسية و الجسدية و للتقليل من الاختلاطات كون الألم قد يؤدي إلى احتشاء العضلة القلبية وإلى شلل في الأمعاء وإلى زيادة إفراز هرمونات الشدة وإلى الخثار الوريدي العميق، وكذلك زيادة الإنتانات واضطرابات نفسية وأسوأ ما يمكن أن يحدث هو تحول الألم الحاد إلى ألم مزمن
بالنسبة إلى طرق تسكين الألم فقد أوضح الدكتور هلال أنها أصبحت كثيرة وتطورت بشدة لاسيما مع تطور الأدوية الكبير ابتدأ من الأدوية المسكنة البسيطة وصولاَ إلى الافيونات الطبيعية و المصنعة، وكذلك وجود أدوية جديدة أيضاً، بالتزامن مع الإجراءات التداخلية التي يقوم بها الطبيب كأن يوجه إبرة موجهة بالأمواج فوق الصوتية أو الاشعة إلى حزمة عصبية أو عصب معين ويحقن مواد خاصة من شأنها تخفيف الشعور بالألم وهو ما يسمى “الأشعة التداخلية” وأحيانا تستخدم نفس التقنية بهدف التخدير وليس فقط تسكين الألم، وأحيانا يتم استخدام نفس الطريقة لتخريب حزمة عصبية معينة كحالات سرطانات البطن والبنكرياس و الأمعاء وذلك لتخريب الأعصاب الحشوية بالكحول المطلق وهو من شأنه تخريب الأعصاب المسببة للألام المزمنة وتستخدم تلك التقنية في المراحل النهائية من السرطانات
ويشار إلى أن موضوع الآلم شائك جداً هو هاجش البشرية منذ فجر التاريخ ويعتبر سر من أسرار الحياة، وهو موضوع علمي اجتماعي أخلاقي اقتصادي، كما يعتبر ثاني أقدس سر بعد سر الموت والحياة، وبالتالي فإن مهنة تسكين الألم هي ثاني اقدس مهمة في الطب بعد مهمة الحفاظ على الحياة إنقاذ أرواح الناس،وفي حالات خاصة تتقدم أولية تسكين الألم عند المريض على موضوع الحفاظ على حياته وهو ما يسمى”الموت الرحيم” وهو موضوع شائك جداً ويشكل هاجس للكثير من الدول ولا يزال موضع جدل إلى الآن.