ثقافةصحيفة البعث

“قاسيون الأدبي” وندوة حوارية مع د.المارديني حول إبداعاته المتميزة   

أمينة عباس

شكَّل “مهرجان قاسيون الأدبي الإبداعي” الذي نظمته، مؤخراً، جامعة قاسيون الخاصة للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع اتّحاد الكتَّاب العرب ـ فرع القنيطرة- بادرة جيدة في زجّ الجامعات الخاصة بشكل عام وأقسامها العلمية بشكل خاص في الساحة الثقافية والأدبية، يقول رئيس مجلس أمناء جامعة قاسيون الدكتور وائل الحلقي: “جامعة قاسيون مؤسسة أكاديمية تكاد تكون نشاطاتها محصورة بالندوات العلمية، وسعياً للارتقاء بسياساتها وأهدافها في تعزيز الثقافة بين الطلاب أردنا تعميم نشاطات أخرى ضمن الجامعات الخاصة في إطار أهداف الجامعة التوعوية والتثقيفية، فأقمنا مهرجاناً أدبياً بهدف تعزيز الأيام العلمية في الجامعة بالنشاطات الأدبية وتنشيطها بين الطلبة لأنَّهم كانوا وما يزالون صنَّاع الثقافة والمستقبل والإبداع، والتشاركية في إقامته تؤكد تكامل الأدوار بين الجامعة واتّحاد الكتّاب العرب واتحاد الطلبة”.

وضمّ المهرجان فعاليات عدة، أكثرها أهميةً الإعلان عن الفائزين في المسابقة الأدبية التي سبق أن أعلنت عنها الجامعة وكان محورها ما يحدث في فلسطين، يقول رئيس اتحاد الكتّاب العرب الدكتور محمد الحوراني: “الشباب الجامعي المثقف خزّان الوعي ومعقل الدعم للمناضلين والمقاومين في فلسطين ولبنان والعراق واليمن، ولا بد من أن يشارك شبابنا في جامعة قاسيون في الكتابة عن الوجع الكبير المتمثل في الصمود والمقاومة واستعادة الحق وانتزاع الأرض من براثن المحتل، محاولين بكتاباتهم الإبداعية تثبيت الحكاية الفلسطينية الحقيقية أمام ما تتعرّض له من محاولات التزييف والتزوير والإلغاء بغية تثبيت الحكاية الصهيونية المزوّرة والزائفة، إيماناً منهم بضرورة قراءة التاريخ قراءة واعية تقوم على استشراف المستقبل وهي القراءة التي يجب أن تُحدث تغييراً وانقلاباً في الرأي العام، خاصة لدى الشباب تماماً كما حدث في الجامعات والمعاهد والمدارس الغربية حين انتفضت احتجاجاً على المجازر الصهيونية بحق أطفال فلسطين ونسائها، فشكراً لجامعة قاسيون على ما تقدمه في سبيل العناية بالعلم وطلبته ورعاية المواهب الأدبية فيها وعلى ما تقدمه في سبيل العناية بالعلم وطلبته ورعاية المواهب الأدبية، كذلك لفرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية ولكل من ساهم في نجاح اللقاء الإبداعي من لجنة تحكيم ومبدعين مشاركين آثروا تقديم الوجع الفلسطيني ووثقوا تضحيات رجال المقاومة”.

ويبيّن رئيس فرع درعا للاتحاد الوطني لطلبة سورية الأستاذ سليمان الغوثاني في كلمته أن: “الاتحاد يحرص على مشاركة الشباب السوري الوطني والمثقف في المسابقات والمهرجانات الأدبيّة والإبداعيّة والمساهمة في العمل الوطنيّ والتنمويّ للنهوض بسورية المستقبل من خلال دورهم كطلبة ليقينهم بفاعلية هذا الدور وأهميّته وانطلاقاً من إيمانهم بأهميّة الثقافة ودورها في تعزيز الفكر”.

وكشفت المسابقة عن وجود مواهب حقيقية بين الطلاب في الكتابة الأدبية، تقول رئيسة فرع القنيطرة لاتحاد الكتَّاب العرب الدكتورة ريما بركات: “لا فصل بين العلم والأدب، والإنسان الناجح لا يكتفي بمجال واحد في حياته، وقد تبين من خلال المهرجان أن هذه المواهب كانت تنتظر فرصة سانحة للتعبير عن نفسها.. من هنا كانت الجامعة حريصة ضمن فعاليات المهرجان على استضافة الكاتب والوزير محمد عامر المارديني في ندوة حوارية له مع الطلاب وهو الذي تخرّج من كلية الصيدلة ومن ثم تسلم مناصب عديدة، ومع هذا لم ينس شغفه ولم يتوقف عن الكتابة واستطاع دائماً التوفيق بين العمل والأدب”، وتضيف في تقديمها للمارديني: “عشق فن الكتابة منذ الصغر، وقرأ الكثير من الكتب التي صقلت شخصيته واختار المجال العلمي في الدراسة، ولعلنا هنا نتساءل كيف للأدب أن يجتمع مع العلم؟ ومن يقرأ تجربته يكتشف معالم شخصيته العلمية والأدبية، إذ سخّر العلم في مجال الأدب واستفاد من تجاربه الحياتية ليجعلها بين أيدينا من خلال فن القصة، فكتب أربع مجموعات قصصية كانت أشبه بمذكرات يومية، فمن السيرة الذاتية نسج لنا لوحات قصصية امتازت بقصرها، ومع ذلك استوفت عناصر القصة الساخرة وهو نمط من أنماط التمرد على الواقع، إذ مثّل لنا صورة الواقع بجماله وقبحه بأسلوب السهل الممتع عبّر من خلاله عن هموم ومشكلات المجتمع بطريقة ساخرة بهدف لفت النظر والإصلاح وتسليط الضوء على ما فسد من قيم وأخلاق”.

واختتم المهرجان بندوة حوارية بين الدكتور المارديني والطلاب، وردّاً على بعض الأسئلة، قال: “الاتجاه للجانب العلمي زوّده بأفق واسع جعلني أكتب قصصي ورواياتي، وأدخلتُ اختصاصي في مجال الصيدلة بمعجمي اللغوي، ولاسيّما في القصة، وأؤكد أنّ المطالعة شرط أساس في الأدب، فأنا قرأتُ مئات الكتب لأدباء من الوطن العربي واتجهتُ نحو الأدب الساخر بعد أن قرأت لأنطون تشيخوف ورائد الأدب الساخر عزيز نيسن البارع جداً في تصوير شخصياته، كذلك ما كتبه الأديب عبد القادر المازني في مجال الأدب الساخر، وأرى أنّ بعض الأدباء المصريين ضلّوا الطريق واتجهوا إلى الكتابة باللهجة العامية، ما أفقد اللغة العربية قيمتها العالية”.

وفيما يخص أهميّة القراءة في زمن التكنولوجيا والابتعاد عن الكتاب الورقي، يقول المارديني: “الشابكة الإلكترونية تُسهّل تأمين الكتاب، ومن خلال تجربة مسابقة تحدي القراءة في المدارس والتي شارك فيها نحو 520 ألف تلميذ استطاع هؤلاء قراءة عدد كبير من الكتب حين استثمروا وقتهم بالمطالعة على الجهاز المحمول الذي يحوي كتب كبريات المكتبات ويمكن مطالعتها بكل سهوله ويسر”.

وتضمن المهرجان نشاطات عدّة، منها: تكريم الأديب محمد عامر المارديني والدكتور الحوراني وافتتاح معرض كتب لاتحاد الكتاب العرب ما يقرب من الـ ١٥٠٠ عنوان حرصاً من الاتحاد على توفير الكتاب بسعر مناسب للطلاب وعرض فيلم قصير عن أطفال غزة وتوزيع جوائز المسابقة الأدبية على الفائزين.