بحضور ورعاية الرفيق الأمين العام المساعد للحزب.. احتفال مركزي في ريف دمشق بمناسبة العيد التاسع والأربعين لمنظمة طلائع البعث
دمشق- البعث
بحضور ورعاية الرفيق الأمين العام المساعد للحزب د. إبراهيم الحديد، أقامت منظمة طلائع البعث مساء اليوم احتفالاً مركزياً في منتجع الشهيد باسل الأسد لطلائع البعث في منطقة الدوير بريف دمشق، وذلك لمناسبة العيد التاسع والأربعين لمنظمة طلائع البعث. وتضمّن الاحتفال تخريج دورة إعداد مشرف منطقة مركزية في اتحاد طلائع البعث، وفقرات فنية وغنائية من الوحدات الطلائعية المشاركة.
وفي كلمة خلال الحفل، قال الرفيق الحديد الرفاقُ والرفيقات، السيداتُ والسادةُ الحضور: ذات يوم قالَ القائدُ المؤسسْ حافظُ الأسد: “غنوا مع الأطفال و العبوا معَهم … تعلموا مِنهم وعلموهم”.
وعندما نحتفلُ اليوم بالعيدِ التاسعِ والأربعين لمنظمةِ طلائعِ البعث تعودُ بنا الذاكرةُ إلى أيامٍ خلتْ، كُنا فيها طُلاباً على مقاعدِ الدراسةِ في كلية الطب بجامعةِ حلب، فنتذكرُ بكلِ الفخرِ والاعتزاز الانطلاقةَ الواثقةَ لمنظمةِ طلائعِ البعث في معسكرات الزبداني واللاذقية وبقية المحافظات في سورية الحبيبة بعد أن اتخذت قيادةُ الحزب قرارَها الريادي بإحداثِها لتُسهِمَ بشكلٍ فاعلٍ ومؤثر في إعدادِ أجيالٍ من الأطفال بات أكبرُهم اليوم في سنٍ تتجاوز الخامسة والخمسين رسموا معالم نهضة وطنٍ أسس له قائدٌ فذٌ،، ويمضي اليوم في تطوير بناه القائد الشجاع الرفيق الأمين العام لحزبنا العريق حزب البعث العربي الاشتراكي السيد الرئيس بشار الأسد الذي يحققُ بثباته وشموخه أعظمَ الانتصاراتِ على أعتى قِوى العدوانِ والإرهابِ التي لم يشهدُ لها التاريخُ مثيلاً … آمنْ بشعبِه وجيشِه فانتصرَ وحققَ المعجزات.
وأضاف إذا كان الإنسانُ مُنذُ الأزل يشعرُ بحاجتِه إلى الانتماءِ إلى وطنْ، والاعتزاز بانتمائه إليه، فإن حِزبَ البعثِ العربي الاشتراكي بإحداثِه ورعايتِه لمنظمةِ طلائعِ البعث عبّرَ عن اعتزازِ الوطنِ بانتماءِ أطفالِ سورية إليه.
لكن الواقعَ الراهن يدفعُنا إلى التأكيدِ على أولويةِ صياغةِ نظرةٍ جديدةٍ ومعاصرة لتعزيزِ دورِ مؤسساتِنا التربوية في تنميةِ قيمِ الوعي الانتماءِ والالتزام لدى أجيالِنا من الأطفال، من خلال توفيرِ المناهجِ المدرسيةِ القادرةِ على القيامِ بدورٍ حيويٍ في نشرِ ثقافةِ المواطنةْ، ذلك أن الانتماءَ مكونٌ رئيسيٌ من مكوناتِ بناءِ شخصيةِ الطفل، فقيمُه تنمو، وتتطورُ من خلالِها شخصيتُه ليكونَ مواطناً فاعلاً وقادراً على اكتسابِ مهاراتِ الحياة، مع ضرورةِ إيجادِ رؤىً جديدةً معاصرةْ لبناءِ طفلٍ مواكبٍ للتغيراتِ الحديثة. وعلى ضوءِ هذه الرؤية ينبغي علينا أن نُفَكِرَ جميعاً بمدارسِنا ومناهجِها، بأدواتِها وأجهزتِها التقنية، والأنشطةِ المصاحبةِ لها، ولا يجوزُ أن ننسى أهمَ دعامةٍ في تكوينِ الأجيالْ، ألا وهو المعلمُ المزودُ بالعلومِ والمعارفِ والقدرات مع تأهيلِ الإدارةِ التربوية. هذا إذا أردنا لمستقبلِ سوريةَ أن يكونَ أزهى وأفضل.
ثم يأتي دورُ الكلياتِ المختصة في جامعاتِنا لترفِدَ كوادرَنا من المعلمين بالدراساتِ الكفيلةِ بتفعيلِ دورِ المؤسساتِ التربويةِ في تنميةِ الانتماءْ ورسمِ الخُطَطِ والأهدافِ التربوية والتعليمية، من خلالِ صياغةِ تِلكَ الأهداف وتوظيفِها في مفرداتِ المناهجِ التربوية، بما يتلاءمُ مع متطلباتِ المستقبلِ وتحدياتِه.
وإنه لمِنَ الضروريُ بمكانْ إجراءُ دراساتٍ حول أهميةِ تعليمِ قيم “المواطنة” التي يتوجبُ غرسُها في نفوسِ الأطفال كـــ : حبِ الوطن – الإيثار – تبادلُ الأدوار – احترامُ حقوق الآخرين – العدل – القيادة – المسؤوليةُ الفرديةُ والجماعية
كذلك من الضروري الاهتمامُ بـتعزيزِ:
1- انتماءِ الطفلِ إلى أسرتِه (الانتماءُ الطبيعي).
2- انتماءِ الطفلِ إلى وطنِه الذي نشأَ فيه (الانتماءُ المكاني أو الوطني).
ومن الجوانبِ الأكثرِ أهميةً يبرزُ مفهومُ الانتماءِ بما يعنيه من الارتباطِ بالوطن والدفاعِ عنه والتمسكِ به، لأن الإنسانَ بدونِ أصولٍ وجذورٍ قوية لن يكون قادراً على مواجهةِ أيةِ مشكلة تواجهُه في الحياة، كما لن يكونَ قادراً على النهوضِ بمسؤوليةِ بناءِ وطنه.
فالانتماءُ يُعّدُ سبباً في خلقِ مشاعر عامة ومشتركة بين الأطفال، الأمرُ الذي يُعزِّزُ العملَ على حمايةِ الهويةِ الوطنيةِ الواحدة، ويدفعُ الطِفلَ للاعتزازِ بنفسِه وعدمِ الخشيةِ من الاختلاف.بما يؤدي إلى تماسكِ المجتمع وتحديدِ الأهداف والمُثلِ العليا ومواجهةِ التغيرات، فيغدو الانتماءُ:
– إطاراً عاماً لمجموعِ الأطفال، ونمطاً من أنماطِ الرقابةِ الداخليةِ على حركتهم.
– نمطاً قادراً على توجيه سلوكِ الناسِ وتحديدِ آمالهم.
– مساعداً للمجتمعِ على مواجهةِ التغيراتِ والمحافظةِ على الاستقرارِ الاجتماعي.
– رابطاً لأجزاء ثقافةِ المجتمع مع بعضِها البعض لتبدو أكثرَ تناسُقاً وتكاملاً.
أما ضعفُ الشعورِ بالانتماءِ لدى الطفلْ، فيؤدي إلى شعورِه بالاغترابِ وظهورِ سلوكياتٍ مرضية منها النزعةُ الفردية وفقدانُ الإحساس بالروح الجماعية، وشيوعُ مظاهرِ التواكلِ والانتهازية وعدمُ تحمُّلِ المسؤولية وعدمُ الاهتمامِ بالمستقبل، والانسلاخُ عن المجتمع، والإخفاقُ في التكيفِ مع الأوضاعِ السائدة في المجتمع.
وعندما نُكَرِسُ كُلَ هذا الاهتمام للانتماءِ إلى الوطن ، فليس ذلكَ من قبيلِ الترفِ الفكري، ذلكَ أن المادةَ الثامنة والعشرين من دستورِ الجمهوريةِ العربيةِ السورية، نصت أن: “يقومَ نظامُ التربيةِ والتعليم على إنشاءِ جيلٍ متمسكٍ بهويتِه وتراثِه وانتمائِه ووحدتِه الوطنية.”
وختم الرفيق الأمين العام المساعد للحزب، برهنت سوريةُ عبر صراعِها الوجودي مع قوى الإرهاب والكيانِ الصهيوني، عن تمسكِها بنهجِ المقاومةِ والتصدي للعدوان والتمسكِ بالحقوقِ والمبادئ ، وعزمَها المستمرَ على تعزيزِ روحِ الكفاحِ وقيمِ الشهادةِ كعناصِرَ حاسمة في انتزاعِ الحقوقِ وتحريرِ الأرض، مهما تعددتْ المخاطر، وكثُـرتْ الصعوبات، وتنامتْ الأخطار، وتعاظمتْ التحديات.
إن سوريةَ التي حددتْ مواقفَها في ضوءِ مصالحَها الوطنية والقومية وتطلعاتِ شعبِها، تؤكدُ أنها ستظلُ وفيةً لدماءِ شهدائِها، تناضلُ من أجل تحريرِ كُلِ ذرةٍ من ترابِ هذا الوطن، كما تؤكدُ سوريةُ دعمَها الدائمَ لنضالِ الشعبِ العربي الفلسطيني في كفاحِه العادلِ والأسطوري من أجل نيلِ حقوقِه المشروعة وإقامةِ دولتِه المستقلة فوق تُرابِه الوطني.
وختاماً أتوجُه بالتهنئةِ لقيادةِ منظمةِ طلائعِ البعث وللأجيالِ التي تربت في كنفِها في عيدِها التاسع والأربعين، متمنياً لها النجاحَ والتوفيقَ في مهمتِها الوطنيةِ الكبيرة التي يرتبطُ بها مستقبلُ سورية.
– تحيةُ حبٍ وتقديرٍ لقواتِنا المسلحةِ الباسلة دِرعُ الوطنِ وحصنُه المنيع، هذا الجيشُ العريقُ الذي عاهدَ فوفى وأقســـمَ على الإخلاصِ للوطنِ فبّرَ بقسمِه وانعقدَ النصرُ على راياتِه راياتُ الشرفِ والعِزةِ والرجولة.
– تحيةُ إجلالٍ وإكبارٍ لشهدائِنا الأبرارْ وجرحانا الأبطالْ الذين يُعَمِّدونَ بدمائِهمِ دربَ التضحيةِ والفداءِ والانتصار ،ونعاهدهُم أن تبقى بطولاتُهم نبراساً لنا وقبساً نستضيءُ به ومدرسةً ننهلُ منها قيمَ الوطنيةِ والغيريةِ والتضحيةِ والاستشهادِ في سبيلِ رِفعةِ وعِزةِ الوطنِ وكبريائِه .
_ كُلُ الولاء والوفاءِ للسيدِ الرئيسْ بشار الأسد الذي تحققُ سوريةُ مع قيادتِه الحكيمةِ ما تصبو إليه من مَجدٍ ومِنعة.
وإننا لواثقونَ كُلَّ الثقةِ أن إرادةَ شعبنا … ستنتصرُ وستبقى راياتُ النصرِ عنواناً للحاضرِ والمستقبل.
برقية وفاء وولاء
وفي ختام الحفل، رفع كوادر منظمة طلائع البعث برقية وفاء وولاء للرفيق الأمين العام للحزب، بشار الأسد، رئيس الجمهورية، جاء فيها:
القطر العربي السوري منظمة طلائع البعث قيادة المنظمة
السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية
باسم الطليعيين والطليعيات وأهاليهم والأسرة الطليعية والتربوية على امتداد سورية الحبيبة نرفع إليكُمْ أسمى آيات المحبة والولاء والانتماء لنهجكم القومي والوطني الأصيل وقيادتكم الشجاعة والحكيمة السورية العزة والكبرياء وهي تخوض أشرس معارك الدفاع عن حريتها و استقلال قرارها ووحدتها وسيادتها.
سيدي الرئيس:
ونحن نحتفل بالذكرى التاسعة والأربعين للزيارة الأولى للقائد المؤسس حافظ الأسد إلى معسكرات طلائع البعث في الخامس عشر من آب عام / ١٩٧٥ / نتوجه إلى سيادتِكُم بِأسمى معاني الوفاء والولاء لنهجكم المقاوم الشجاع ولقيادتكم الحكيمة، مؤكدين لكُم أن أطفال الوطن أمانة في أعناقنا ملتزمين بإعادة إعمار العقول وبناء الإنسان بناء وطنياً، لأن رعاية أطفالنا ضمانة لمستقبل شعبنا، محققين شعاركم ” الأمل بالعمل”.
سيدي الرئيس :
سنبقى على عهد الوفاء والولاء والانتماء وستبقى منظمة طلائع البعث المنهل التربوي والفكري والعقائدي للأجيال من أجل إعلاء راية الوطن وعزته.
تحية الإكبار والإجلال لروح مؤسس منظمتنا القائد حافظ الأسد. تحية إلى أرواح شهدائنا وأبطال الجيش العربي السوري الميامين الذين سطروا حروف النصر، ملاحم عز وفخار. ودمتم لسورية وجيشها وشعبها، وكل عام أنتم والوطن بألف خير.
حضر الاحتفال الرفيق عزت عربي كاتبي، عضو القيادة المركزية رئيس مكتب الطلائع المركزي، و وزير التربية د. محمد عامر مارديني، وأميني فرعي الحزب في دمشق وريف دمشق، ونقيب المعلمين في سورية الرفيق وحيد الزعل، ورئيس منظمة اتحاد شبيبة الثورة الرفيق سومر ظاهر، وعدد من الرفاق أعضاء قيادات الفروع والنقابيين والتربويين.