احتياطات زلزالية…
وائل علي
عادت الهزات الزلزالية ليل الاثنين الماضي لتتصدر مشهد المخاوف والتوقعات والتنبؤات من بوابة حماه – السلمية هذه المرة بشدة 5.3 على مقياس ريختر وشعر بها محافظات حلب وحمص وطرطوس ودمشق ودمشق وصولا إلى لبنان وما تلاها من هزات ارتدادية مباشرة ولاحقة متفاوتة الشدة والحمد لله أنها مرت بسلام قياسا بمآسي زلزال السادس من شباط العام الماضي، ما عدا بعض الإصابات والأضرار الطفيفة في مدينة السلمية، وبث الرعب والهلع بين السكان ونزولهم للشوارع والحدائق في عدد من المناطق..
وبما أننا بلد زلزالي بامتياز يعيش فوق الفوالق والصدوع المتحركةK فهذا يعني أننا بحاجة دائمة لبرامج توعوية لا تنقطع عبر مختلف الوسائل والمنصات الإعلامية والاجتماعية، وسواها، تتناول وتكرر بالشرح والتفصيل واقعنا وموقعنا الزلزالي وطرائق الحماية والوقاية، وكيفية التعاطي مع الزلزال قبل وأثناء وبعد وقوعه، سيما أن العام الدراسي على الأبواب وهناك الآلاف من التلاميذ والطلبة الذين سيكونون في رحاب وأحضان مدارسهم، ولن يحسن غالبيتهم بحكم أعمارهم الغضة التصرف، ومن المهم والضروري بتقديرنا تخصيص وقت معقول لإجراء تدريبات دورية وتقديم الشروحات المبسطة، وما هي المستلزمات والمستحضرات الواجب اقتناؤها وحيازتها لتكون بمتناول اليد على مدار الوقت، وفي كل مكان، للوصول لثقافة وسلوك قادر حريص بعيد عن الخوف والهلع، متكئ على الوعي والثبات وحسن التصرف..
ما نقوله ونطالب به ليس من باب بث الذعر بين الناس.. أبداً، بل للوصول إلى خطوات واثقة حيال الزائر الثقيل الذي صار يسكن بيننا وفينا بحكم الحقيقة والأمر الواقع، وباعتقادنا فإننا بتفهمنا وتعاوننا وامتلاكنا لهذه الأدوات نستطيع تجاوز الكثير من الصعاب والمخاطر والتخفيف من الآثار الكارثية المحتملة ما أمكن..
وتبقى أعمال البناء وتنفيذ المشروعات وتقيدها بالأكواد الزلزالية من المهام الجسيمة التي على مجالسنا وإداراتنا المحلية والمديريات والوزارات المعنية التشدد بها وعدم التهاون بها والتغاضي عن أخطائها وملاحقة تجاوزاتها في كل الميادين، ريفا ومدينة، وإنزال أشد العقوبات بحق المقصرين والمخالفين.. وحسنا فعلت رئاسة مجلس الوزراء بإعادة التذكير بتعاميمها بهذا الخصوص في أول اجتماع تلا زلزال الاثنين الفائت..