الرفيق سطايحي: فهم معمق للتحولات الجديدة وعمل دؤوب لتجديد زخم الحزب
دمشق- البعث
التقى الرفيق الدكتور هيثم سطايحي، أمين سر اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، اليوم، الرفاق الدارسين في دورة المتميزين السادسة في مدرسة الإعداد الحزبي المركزية بمدينة التل.
واستعرض الرفيق سطايحي خلال اللقاء تاريخ الفكر السياسي والنظريات السياسية عبر مسارها الطويل، مؤكداً أن أشد ما يهمنا هو الاستفادة من كل ذلك للإضاءة على تجربتنا السياسية الخاصة كأمة وقطر وحزب عقائدي، موضحاً أن كثيراً من المفاهيم لا تحافظ على معانيها الأولية، وتتبدل من حيث المضمون، وهذه إحدى المغالطات التي ينبغي التنبه لها عند العودة لقراءة تاريخ أي حركة سياسية، وفي سياق أي محاولة للتغيير والتطوير في أداء أي حزب، وقال إن الأحزاب في العالم، ومعها حزبنا، شهدت تغيرات كبيرة من حيث البنية والتنظيم، وأصبحت هناك طرق متعددة للتأطير والتواصل عبر مختلف مستويات العمل الحزبي، ولابد لنا من مجاراة روح العصر بما يحقق أعلى كفاءة في خدمة مجتمعنا ووطننا، وفقاً لتوجيهات الرفيق الأمين العام للحزب، بشار الأسد، رئيس الجمهورية، خلال كلمته في اجتماع اللجنة المركزية للحزب، وأفكار سيادته في تطوير فكر الحزب وتجربته.
وركز الدكتور سطايحي على مبدأ الفصل بين السلطات كما تناوله عدد من الفلاسفة السياسيين، مضيفاً: إن القومية كاتجاه سياسي هي فكرة حديثة، وقد نشأت بالأساس في الدول التي تأخرت وحدتها القومية مثل إيطاليا وألمانيا، لكن ما يميز القومية العربية أنها حالة إنسانية حضارية اكتست طابعاً متجدداً بشكل مستمر.
وتناول الرفيق سطايحي مفاهيم سياسية واجتماعية عديدة مثل الاستقلال والسيادة والعنصرية والمساواة والعدالة والاشتراكية على اختلاف مراحل تطورها التاريخي. وأوضح أن فكر حزب البعث وتجربته لم تكن بالصورة التي نراها اليوم بفعل الإرهاصات الكثيرة التي تعرض لها، لافتاً إلى أن الفكر السياسي لا يسير بشكل خطي، بل الحالة الطبيعية أن يكون متعرجاً، مستشهداً بفكرة الحزب عن الاشتراكية، والتي تختلف اليوم عما كانت عليه في أربعينيات وستينيات القرن الماضي، وعليه لابد لنا من إعادة الاعتبار للمفهوم التقدمي الذي لطالما لازم حزب البعث، والخروج من حالة التسطيح التي يتعرض لها الفكر السياسي عموماً، وخاصة خلال العقدين الأخيرين.
وأضاف الدكتور سطايحي إنه، وفي ضوء هذه التحولات، أصبح لزاماً علينا، كبعثيين، الاشتغال على وثيقة فكرية تنظيمية جديدة للحزب، وهي وثيقة تحتاج بالضرورة لإسهامات جميع رفاقنا، ولاسيما المثقفين، منوهاً بأن تجربة حزب البعث كانت دائماً محل تحولات عميقة في مجال الفكر والممارسة، وهو ما أضفى عليها قيمة نوعية وحالة من التجدد الدائم، ما يفرض علينا كبعثيين إجراء قراءة معمقة للواقع الجديد، ووعي جوهر التحولات، واستيعاب هذه الضرورة انطلاقاً من رؤية واقعية وعملية، ومن ثم إدراك ماهية الدور المجتمعي المطلوب من الحزب راهناً، وتعزيز ذلك عن طريق تعزيز المشاركة وتوسيع العودة إلى القواعد والتزام الانضباط وتحمل المسؤولية الانتخابية ترشيحاً وتصويتاً، وذلك ضمن أخلاقيات البعث وهي الأهم في العمل الحزبي.
وفي معرض إجابته على تساؤلات الرفاق الدارسين، أوضح الرفيق سطايحي أن هناك عملاً دؤوباً وجدياً حالياً لإعادة النظر في النظام الداخلي، وما يرتبط به من أدبيات فكرية وتنظيمية تضمن سيرورة التجدد المستمر بما يحافظ على عقيدة البعث، ويطلق زخماً متجدداً كان دائماً حاضراً في تاريح البعث.