نعيم ميّا: الحديث عن أدب المرأة انطلاقاً من دراسة التجربة
اللاذقية ـ مروان حويجة
أقامت مديرية ثقافة اللاذقية بالتعاون مع دار الأسد للثقافة، محاضرة أدبية ثقافية للأديب الشاعر نعيم علي ميّا، عضو اتحاد الكتاب العرب، بعنوان “الأدب والمرأة بين الكتابة والإلهام”، وذلك في قاعة النشاطات الثقافية، بحضور فعاليات أدبية وشخصيات فكرية وعدد من المهتمين والمتابعين.
واستهلّ ميّا حديثه بالإشارة إلى أنّ الأدب بالنسبة إلى المرأة، ليس القصص والأشعار، بل هو مرآة لعقليتها وثقافتها، ووسيلة تعبير عن ذاتها، كما أنّ كتابات المرأة انعكاس لتغيّر حالها إلى الأفضل، وكذا المجتمع، وأوضح أنّ اللّه ميّز الإنسان عن غيره من مخاليقه، بالعقل، وميّز البعض بالخيال وهم العقلاء والأدباء، مؤكّداً أنّ المرأة تكتب لتثبت نفسها، كما تثبت وجودها، وتعبّر عن ضرورة وجودها، وهذا لا يعني أنّ الأدب ذكوري أو أنثوي، فلا صحة لهذا التصنيف ولا وجود له، فالأدب أدب له تقنياته وأدواته، والحديث عن الأدب لدى المرأة، إنما يكون انطلاقاً من دراسة التجربة لا جنس الكاتب، ولا نجد أنّ للكتابة جنس دون آخر، فلا هي حكر على الرجال، ولا محرّمة على النساء، والإبداع لا يقبل التجنيس.
أمّا السؤال المطروح ـ وفق ميّا ـ فهو: هل ما تكتبه المرأة، أدبٌ من الدرجة الثانية؟ وأنّ أعظم ما توصف به المرأة إذا أبدعت أن يقال عنها إنها حسّاسة؟، ويتابع: “تبقى المرأة حاضرة في الأدب والكتابة الإبداعية، وعند الحديث عن المرأة في الأدب نجدها حاضرة، وإن لم تكن هي الكاتبة، فهي لسان ونبض وروح الأديب، والمرأة هي ذاك المخلوق الذي يحيّر الرجل و يرهقه، فهي تعطيه الأمل واليأس في آن واحد، تجعله يملك الدنيا، وتسلبها منه، تذيقه حلاوة الحب ومرارة الأحزان”، مضيفاً: “مما لا شكّ فيه، أنّ لا شعر بلا حواء، فالمرأة تقف دوماً وراء تيارات الإبداع الفني، والشيء الغريب أنّ دور المرأة كمبدعة أقل بكثير من دورها كملهمة، وإذا كان نصف الشعر قد قيل في المرأة، فإنّ النصف الآخر قد كانت حاضرة فيه”.
وحول كتابة المرأة للأدب، يقول ميّا: “لا علاقة للأنوثة هنا بطبيعة الكتابة، ومع ذلك لا يمكن إغفال أنّ ثمة أدب نسوي، بمعنى أدب ذي خصائص نوعية، وبنكهة أنثوية لها معجمها ولغتها وموضوعاتها، ومن هنا نبحث في تحديد ملامح الاختلاف والخصوصية في أدب المرأة عن أدب الرجل.. المرأة تكتب نفسها، وتعبّر عن ذاتها، وتكتب عن همومها الشخصية، ولا تُعير اهتماماً إلى هموم المجتمع ككل في كتاباتها”.
وأعقب المحاضرة، نقاش حواري حول تجليات حضور المرأة في الأدب والكتابة الإبداعية، وتعاظم دورها كملهمة أكثر من كونها مبدعة، ومحاكاتها للواقع والمجتمع، وتعبيرها عن ذاتها.