“المنطقة” تتجه نحو الاستقرار الزلزالي وغياب مطلق لإمكانية “تسونامي”
دمشق – حياة عيسى
بالرغم من الإشاعات والتنبؤات التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي حول التأهب لحدوث زلزال كبير مدمر، فقد طمأن الدكتور نضال جوني رئيس الجمعية السورية للعلوم الأساسية و الطبيعة، وأستاذ الجيوفيزياء في جامعة دمشق، بأن المنطقة تتجه الآن إلى الاستقرار، وانخفاض النشاط الزلزالي، وذلك حسب تسجيلات المركز الوطني للزلازل، إذ لا توجد مؤشرات تدل على إمكانية حدوث زلزال مدمر، وستبقى الهزات ضمن الصدوع الرئيسية والفرعية في سورية، والتي لا تتجاوز الخمس درجات والنصف على مقياس ريختر.
وتابع الدكتور جوني إن الهزات التي حدثت شرق حماه تقع على”الطي التدمري الشمالي”، و التي شهدت حدوث زلزالين متوسطي الشدة تتراوح قوة كل منها 5,3 و 4,9 على صدعين متجاورين بينهما يوم واحد سبقتهما هزات متواصلة تجاوزت الـ /20/ هزة، كما لحق بهما مجموعة من الهزات، وكذلك تجاوزت الـ/20/ هزة، وهي هزات ارتدادية.
وأوضح رئيس الجمعية السورية للعلوم الأساسية والطبيعة، إن لزلزال السادس من شباط الماضي، الذي يعتبر مدمر وكارثي ومن الزلازل الكبيرة على مستوى القشرة الأرضية، دور في اندفاع الصفيحة الأناضولية إلى الغرب وبقوة ولمسافة ثلاثة أمتار، مما سبب اجهادات كبيرة على محيط الصفيحة الأناضولية، كالصفيحة العربية والإفريقية، وعلى كافة الصدوع الرئيسية المحيطة بها، وانتقال الاجهادات إلى الصفيحة العربية، والتي تشكل سورية الجزء الشمالي منها، إلى تحريض عدد من الصدوع الرئيسة والفرعية، وقد وصلت تلك الهزات إلى 6 درجات لمرة واحدة، والباقي مادون خمس درجات على مقياس ريختر
أما بالحديث عن إمكانية حدوث “التسونامي”، فقد أوضح الدكتور جوني أن شروط حدوثه في غياب مطلق الآن عن الشواطئ السورية التي تعتبر بعيدة عن وضع التسونامي، وفي منأى عن أخطاره، مع تأكيده على أن الأحداث التاريخية وعلاقتها بالجيولوجية البنيوية للبحر الأبيض المتوسط تظهر إمكانية حدوث ظاهرة “التسونامي ” مع الأخذ بعين الاعتبار أن المتوسط شهد مثل تلك الموجات عبر الحضارات السابقة، فهي تعتبر محلية، ولا تبعد عن مواقع مصادرها سوى مئات الكيلومترات، ومن الممكن أن تكون خطيرة كونها تصل إلى الشاطئ بأقل من عشرة دقائق، لذلك الإحساس بالهزات هي تحذير ممتاز لاحتمال وقوع “تسونامي”.
وأوضح خلال حديثه أن “التسونامي” عبارة عن سلسلة من الأمواج الضخمة تولد من قبل نشاط عنيف تحت سطح البحر، أو بالقرب من الشاطئ، أو في المحيطات، وذلك عند حدوث إزاحة مفاجأة لحجم كبير من الماء، أو في حال صعد قاع البحر أو هبط بفعل زلزال ما، فهنا من الممكن أن تتشكل أمواج “التسونامي” بفعل قوى الجاذبية، ومن الممكن أن ترحل لمسافات بعيدة عن المصدر وتصل إلى الشواطئ، وبالتالي تصبح خطرة ومدمرة، كما من الممكن أن تتشكل بسبب ثوران البراكين أو الانزلاقات تحت البحرية، ولا تأثير للأجرام السماوية على تشكلها.
كما لفت الدكتور جوني إلى أن البحر الأبيض المتوسط شهد حوادث كثيرة كزلازل وانزلاقات بحرية وثورانات بركانية أدت إلى نشوء أمواج “التسونامي”، وكان لها تأثير مدمر على الحضارات المتواجدة على الشواطئ، ولكن لابد من التعريج على جيولوجية حوض المتوسط والذي تتألف من (البحر الأبيض المتوسط، بحر إيجا، البحر الأسود، بحر مرمرا) وهو متوضع في الجزء المتوسط من الحزام الألبي الهيميلايا الأوروجيني، وهناك مناطق فالقية مجاورة نشطة، وفي حوض المتوسط هناك فالق الأناضول الشمالي أو انهدام الأناضول الشمالي، ومنطقة فالق الأناضول الشرقي، و القوس الهيليني الذي هو عبارة عن منطقة انغراس بطول 1000 كم ويبدأ من جنوب غرب اليونان، ويتبع منحني في الجنوب وجنوب شرق من جزيرة روداس ويتجه نحو الأناضول على طول الاتجاه شمال شرق بالقرب من مدينة ألامان، وأعمق نقطة من المتوسط هي بحدود 4000متر، أما موجة التسونامي الأحدث فكانت عام 1956 نتيجة لزلزال بشدة 7 ونص درجة، وقد بلغ ارتفاع الموجة حوالي 20 متر.