التصعيد لن يوقف الرد
تقرير- سنان حسن
في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات الماراثونية في القاهرة لإبرام اتفاق وقف إطلاق نار في غزة ينهي أكثر من عشرة أشهر من العدوان على القطاع، يبدو أن كيان الاحتلال غير معني بذلك، عبر التنصل من الاتفاق الأولي الذي تم التوصل إليه في الثاني من تموز الماضي، ووضعه شروطاً جديدة في طريق المفاوضات تنسفها من أساسها، أو من بوابة التصعيد في لبنان والذي شهد خلال الأيام الفائتة تصعيداً إسرائيلياً كبيراً عبر غارات استهدفت منطقة البقاع في العمق اللبناني.
تنصل جاء متزامناً مع إعلان أمريكي للقيادة المركزية الوسطى عن نشر 30 ألف عسكري لمواجهة أي رد من إيران ومحور المقاومة، فماذا تريد “إسرائيل” وأمريكا من وراء ذلك؟ هل نوع من الضغط والترهيب لدفع المقاومة الفلسطينية وباقي المحور للخضوع للإملاءات الأمريكية والإسرائيلية والتسليم بالأمر الواقع؟.
في كل جولات المفاوضات التي عقدت في عواصم عربية وحتى في أوروبا، سعى كيان الاحتلال ومن خلفه واشنطن، إلى فرض شروط قاسية على المقاومة الفلسطينية لمنعها من الخروج منتصرة في المعركة، وهذا باعتراف الوسطاء، الذين كشفوا أنه في كل جولة يعمد الاحتلال إلى وضع شروط مفاجئة تنسف ما تم التوصل إليه، وتعيد المفاوضات إلى نقطة الصفر.
واليوم ما يجري في القاهرة دليل على ذلك، حيث يصر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على رفض الانسحاب من محور نتساريم في وسط القطاع وفيلاديلفيا مع مصر، وتفتيش العائدين إلى شمال القطاع، ولكن ما الهدف من كل ذلك؟.
منذ بداية طوفان الأقصى وما رافقها من فشل “إسرائيلي” كبير في الكشف عن مخطط المقاومة وعملياتها، والصورة التي بدا عليها الكيان في أعقاب الهجوم الكبير في السابع من تشرين الأول 2023، والعقل الإرهابي الإسرائيلي يرفض التسليم بالهزيمة ويسعى بكل قوته وبدعم أمريكي واضح وفاضح، إلى محاولة محو تلك صورة واستبدالها بصورة أخرى يستعيد فيها الكيان ردعه، ولكنه فشل في ذلك، فالمقاومة وفي كل يوم تثبت أنها عصية على الانكسار والاندحار، ولعل في العمليات النوعية التي تنفذها في كل محاور الاشتباك ما يؤكد ذلك، فعملية الإغارة على محور نتساريم وتفجير ناقلتي جند مثال على ذلك، الأمر الذي دفع العدو إلى الجنون وارتكاب المزيد من المجازر بحق الأبرياء من نساء وأطفال، الذين لم يسلموا حتى في مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة، فكانوا أهدافاً مباشرة لطائراته بذرائع مختلفة.
خلال الأيام الماضية أجّل محور المقاومة الرد على عمليات الاغتيال الجبانة التي طالت قادته في طهران وبيروت بهدف إفساح المجال للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار يمنع العدوان الصهيوني على القطاع، ولكن العدو فهم هذا الأمر على أنه تهاون وعدم قدرة على الرد، ولكن محور المقاومة وعلى لسان عدد من قادته أعاد التأكيد أن رده قادم وآت، وأن العدو لن يفلت من العقاب، وأن التهاون الذي أبداه المحور هو بهدف منع الحرب وحقناً لدماء، فهل يعي ما هو قادم وآت؟. لننتظر ونرى.