ثقافةصحيفة البعث

سوسن إبراهيم: أحب كل لغة فيها تجديد وحداثة

طرطوس ـ هويدا محمد مصطفى

تستمد الشاعرة سوسن إبراهيم قصائدها من روح الطبيعة، وتتميز بقصيدة النثر، فكانت مجموعتها “مزن فوق السحاب” باكورة أعمالها الأدبية، وتناولت فيها قضايا إنسانية ووطنية، فكان الواقع يصافح الخيال عبر مفرداتها التي استطاعت من خلالها وضع بصمتها الخاصة، فتميزت قصائدها بالسهل الممتنع، وأضاف عملها كمدرسة للغة العربية لتجربتها الكثير.
وتبدأت سوسن إبراهيم حديثها معنا بالقول :”أعدّ العنوان مفتاح كبير نستطيع الدخول من خلاله إلى عوالم مكتنزة بالحب والجمال والحياة والإنسانية، ومحموعتي هذه هي تجارب إنسانية وفلسفية عشتها من سنين مضت بدأت في عام 2019، وقد عملت على جمعه ونشره فيما بعد تباعاً”.
وتضيف: “الشعر مدرسة متنوعة، والشعر العمودي أبرز الأنماط الأخرى، لكن القالب الجامد في بعض القصائد جعل الكثيرين يهربون إلى قصيدة التفعيلة والأكثر انتشاراً في هذا العصر هو قصيدة النثر، وعندي أيّ شعر أو فن يعبّر عن مكنونات النفس ويظهر مكامن الجمال هو المطلوب لأنه يأخذ أرواحنا إلى عوالم تشبه إنسانيتنا”.
ولكونها معلمة لغة عربية، فقد أضافت لتجربتها الأدبية الكثير، توضح سوسن: “اللغة العربية بحر جميل تتناغم بها كلماتنا فنستمد منها كل الكلام الذي يناسب الفكر الذي نتحدث عنه ونبرزه في قصائدنا، وهي تبعدنا عن الأخطاء الشائعة لنكون واثقين بانتقاء مفرداتنا بعناية، لتجنب الأخطاء الإملائية والنحوية التي تشوه نقاء النص”.
وعن أهمية اللغة والموهبة تقول: “أكثر أدوات الشاعر أهميةً هي الفكرة أولاً، تأتي بعدها الأدوات الأخرى، كالأسلوب واللغة والانتقائية والتميز في اختيار عنصر التشويق في عرض ما يريد لكي تصل القصيدة إلى مسامع الناس، وكل ما ذكرت مع الموهبة ينبغي تطويره من خلال المطالعة والمتابعة والممارسة”.
تتناول سوسن قضايا المرأة بكل حالاتها، تقول: “نعلم أنّ المرأة هي نصف المجتمع لهذا هناك قصائد وقصص تتحدث عن أهمية المرأة في حياتنا، فإن كانت المرأة بخير كل المجتمع سيكون بخير، ولا شك في أن هذه العلاقة المتوازنة للمقارنة بين أهمية المرأة وأهمية الرجل لا تنتهي في الجدال والنقاش، لهذا أنا استمر بدعم ما هو متناغم وجميل من خلال نصوص قدمتها من الواقع وحالات تحكي عن هواجس المرأة”.
وتعبر سوسن عن حبها للوطن فتقول: “شعاري الأول الذي لا أملّ من ترديده كل صباح، إذا كان الوطن بخير نحن بخير، والشعر هو الذي يؤرخ للواقع المعيش من ظلم وانتصار على مر التاريخ، ودائماً وأبداً نقرأ الشعر في كل حقبة، فنعرف كيفية النضال للخروج من قلب الأزمات والظلم والجور الذي تمارسه الديكتاتوريات عبر التاريخ إلى أن وصلنا إلى وطن منتصر له علم يرفرف فوق ذرى الطود الأشم وفي عاصمة الياسمين، فالشعراء والأدباء هم من وثّقوا تاريخ الأمم على مر الزمان”.
وبسؤالها عن التكريمات التي تتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تجيب سوسن: “العالم الأزرق عالم جميل، وأنا أثمّن كل تكريم حصلت عليه وقبلته ممن يقدر قيمة الحرف والفكر والإنسانية، لكن هناك تكريمات لا أقبل بها إذا كانت من مصدر مجهول المنشأ”.
لا ترى سوسن حدوداً للكتابة وتقول: “القصيدة تطرح قضية تتناسب والفكر الواعي النظيف الذي يصل بنا إلى عوالم ممجدة للحرية تزيدنا محبةً للوطن”.
وتضيف: “أنا بنت الطبيعة والجمال و البحر والجبل، ومن البحر أخذت الصفاء والهدوء والتوازن، ومن الجبل أخذت الحكمة والفلسفة وجمال فكري ونقائه فأنا أبتعد عن أي فكر سام وأنتقي كلماتي بعناية إلى درجة أنها تشبهني”.
وتعد تميز النص الشعري بمفرداته العذبة، تبين: “كل كلام عربي مقروء وهو للناس جميعاً، لكن لكل شعر ناسه، وأكيد المحبوب هو السهل الممتنع وأنا شخصياً أحب كل لغة فيها تجديد وحداثة”.