دراساتصحيفة البعث

أربعائيات.. لا كعك بعد العيد! ..

مهدي دخل الله   

يقال هذا المثل للمتأخرين، خاصة إذا كان تأخرهم مقصوداً..
يطرق باب سورية، منذ فترة، عدد من ممثلي الحكومات والقوى السياسية. كثير منهم قد ناصبنا العداء ودعم الإرهاب وحلم باليوم الذي يرى فيه سورية رماداً منثوراً..
لو تحقق حلمهم المستحيل هذا لكان على الحلبي أو اللاذقاني اليوم أن يطلب تأشيرة على جواز سفره إذا أراد زيارة دمشق أو الحسكة أو غيرها، وهل سيحصل على التأشيرة أصلاً؟؟ بالتأكيد لا، لأن الدويلات على الأرض السورية ستكون متنازعة..
اليوم، تدفع هؤلاء الحالمين انتهازية واقعية للتقرب من سورية، البلد الذي يتقدم خطوة بعد خطوة نحو الانتهاء من هذا الواقع المرير. تتقدم سورية بصعوبة وآلام لكن بثبات ويقين. زيارات وبيانات ومواقف معلنة، مرة بذريعة اللاجئين السوريين، وأخرى بذريعة الحرص على ” الحل السياسي”، وهو حق يراد به باطل، وثالثة بذريعة مسائل الترانزيت ومواجهة عصابات المخدرات وغير ذلك .. المهم أنهم مهتمون بالعودة إلى سورية، ” حبة الجوز القاسية ” التي كانت أصلب من أن تكسرها أسنانُهم..
لنعترف: كان ينقصنا الحذر. قبل الحرب دفعتنا طيبتنا كي نفتح صدورنا للذين كانوا يريدون أن يروا سورية مقسمة ومنهارة. أتذكرون الحفاوة الحاتمية التي كنا نبديها لحكام تركيا وقطر.. وساركوزي فرنسا؟ بل ولتوابع الإخوان المسلمين، هنا وهناك..
كنا بالنسبة لهم ” صيدة ” جاهزة للذبح والشوي، حسب تعبير رئيس وزراء ووزير خارجية قطر السابق. هم يقولون كل شيء بكل صراحة وكل وقاحة.. لا أحد بحاجة إلى جهد تحليلي!! اقرؤوا مذكرات هيلاري كلينتون، اسمعوا تصريحات أهم السياسيين الأوروبيين والأمريكيين، لا تفسروا ولا تخمنوا.. لا توجد مؤامرات تحت الطاولة، هم يقولون كل شيء.. كل شيء..
اليوم، السوريون هم الطرف الذي يحق له أن يضع ” قوانين اللعبة “، وأول قانون هو أن على الجميع الالتزام الكامل بسيادة الشعب السوري والدولة السورية بكل مضامينها، وأهم هذه المضامين مسألة النظام السياسي والخيار الاستراتيجي والدستور وكل الحلول الداخلية.. لا أحد مسموح له أن يتدخل في السيادة السورية، لا شقيق ولا صديق.. لا قريب ولا بعيد.. لو كان عندنا مجرد فكرة للتفريط بسيادتنا لما كانت هذه الحرب أصلاً. إنها الحرب من أجل السيادة بكل معانيها..