الظروف الجوية خففت حمل الزيتون وتقديرات بإنتاج ٣٢ ألف طن
طرطوس – دارين حسن
كان من المتوقع أن يكون هذا العام عام حمل، لكن شجرة الزيتون لم تحصل على حاجتها من البرودة، حيث تتطلب الشجرة ٤٥٠ ساعة برد تحت سبع درجات مئوية وزيادة الهطولات المطرية في كافة مناطق المحافظة والتي فاقت المعدلات، كما أن الجو المعتدل الرطب جعل الظروف مؤاتية لانتشار مرض فطر تبقع عين الطاووس، ما أدى إلى تساقط كمية كبيرة من المجموع الخضري، وذلك حسب ما أشار إليه رئيس دائرة الأشجار المثمرة المتخصصة ورئيس شعبة الزيتون في مديرية زراعة طرطوس المهندس محمد غانم عبد اللطيف، مبيناً أن تقديرات الإنتاج تبلغ حوالي ٣٢ ألف طن.
وبين أن المديرية قامت بحملة لمكافحة فطر تبقع عين الطاووس، قدمت خلالها الجرارات والمحروقات والمرشات مجانا للمزارع الذي قدم المبيد وعامل الرش، كما بدأ المزارع بتعليق المصائد وذلك لمكافحة ذبابة ثمار الزيتون عند وصول قطر الثمار ٨ -٩ مم، وذلك في أواخر حزيران، وقدمت المديرية من خلال وحداتها الإرشادية المحلول الغذائي مجانا للمزارع مع تغيير المحلول كل سبعة أو عشرة أيام.
من جهته، لفت رئيس اتحاد فلاحي طرطوس، فؤاد علوش، إلى تراجع كمية الزيتون، فنسبة الحمل لا تتجاوز ٣٠% قابلة للتغيير حسب الظروف الجوية التي يمكن أن تسود لحين موعد القطاف، مبيناً أن الثمرة حتى الٱن جيدة لكن إن ارتفعت درجات الحرارة في الفترة القادمة يمكن أن تؤثر على الكمية، موضحا أن المزارعين يعولون بشكل كبير على موسم وفير هذا العام بعد عام معاومة، لكن خابت ٱمالهم نتيجة الظروف الجوية التي سادت من أمطار غزيرة متأخرة ودرجات حرارة عالية ورطوبة زادت من انتشار مرض عين الطاووس ما أثر على العقد، سيما وأن شجرة الزيتون تحتاج إلى درجات حرارة منخفضة.
ولم ينف علوش عدم حصول المزارعين على كميات كافية من السماد والمازوت لأن الأولوية كانت للقمح، حيث وزع السماد الآزوتي بنسبة لا تتعدى ٣٠% من الاحتياج الفعلي، مشيراً إلى أن دونم الزيتون يحتاج إلى ٢٧ كغ من السماد الآزوتي، لكنه منح ٨ كغ فقط، كما تم تأمين مازوت لزوم الحراثة بنسبة ٥٠% فقط، وبذلك لم يحصل جميع المزارعين على كامل مستحقاتهم لزوم خدمة الشجرة، مطالباً بتأمين السماد الٱزوتي للمزارعين بكافة أنواعه وبالوقت المحدد وتأمين مازوت لحراثة الأرض.
تجدر الإشارة إلى أن طرطوس تحوز على المرتبة الرابعة على مستوى القطر بزراعة الزيتون، حيث تبلغ المساحة المزروعة حوالي ٧٥ ألف هكتار، وعدد الأشجار الكلي يفوق ١١ مليون شجرة، المثمر منها يفوق ١٠ مليون شجرة، وتنتشر زراعته في كافة مناطق المحافظة، وأهم الأصناف هي الدعيبلي ويشكل ٦٥% من إجمالي أشجار الزيتون المزروعة، ثم الصفراوي والخضيري وأبو شوكة والمنيقري والسكري والعيروني.