أخبارصحيفة البعث

زوال “إسرائيل” يقترب

 تقرير- سنان حسن

مرة أخرى، أعاد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك، دق ناقوس الخطر في كيان الاحتلال، وأنه مهدد بالزوال في حال استمرت حرب الاستنزاف مع المقاومة الفلسطينية وحزب الله.

تحذير كان لها صدى كبير في كيان الاحتلال، ولاسيما بين الساسة والعسكريين المتقاعدين، وحتى الحاخامات الرئيسيين، الذين رؤوا في تحذيرات المفوض السابق لشكاوى الجنود في جيش الاحتلال، أنها متقاطعة مع النبوءات السابقة التي تقول: بأن “دولة إسرائيل” لن تعمر بعد عامها الثمانين”، فهل بالفعل حانت لحظة زوال الكيان عن أرض فلسطين؟.

قبل بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قام رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو بسؤال الجنرال “بريك” عن رأيه بشن حرب على غزة، حيث حذر “بريك” من اجتياح القطاع، واصفاً “المتحمسين للاجتياح بالمغرورين الذين لا يفقهون شيئاً في الحرب”، ومحذراً من أن المجتمع الدولي “سينظر إلى الكيان باحتقار نتيجة ما يحدث في غزة من مشاهد دموية لن يستطيع معها حلفائنا من الوقوف إلى جانبنا، بسبب المظاهرات والضغوط الشعبية العارمة”، وعليه فإن كلام الجنرال “بريك” مجدداً بعد قرابة الـ 10  أشهر من العدوان على غزة، والاشتباك مع جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق، يؤكد كلامه السابق، وأن ما حذر منه واقع لا محالة، والأحداث على الأرض تؤكد ذلك، فالجيش الإسرائيلي لم يستطع تحقيق أي انتصار في غزة سوى ارتكاب الجرائم والفظائع والتدمير، بل على العكس فتحت بوجه جبهات جديدة في لبنان واليمن والعراق، ساهمت في تردي أوضاعه، وفشله في التصدي للهجمات التي قامت بها المقاومة، فعطلت الموانئ “إيلات” وهجر مستوطنو الشمال، وأغلقت المصانع وزاد العجز الاقتصادي، وزاد الانقسام الداخلي والتخلي عن الجيش نفسه برفض “الحريديم” الالتحاق بصفوفه لتعويض النقص الحاصل في معارك غزة.

قبل طوفان الأقصى ومع اقتراب الكيان من وجوده قرابة السبعة عقود على أرض فلسطين، وفي ظل الانقسامات الشاقولية في المجتمع الصهيوني، كثر الحديث عن قرب زوال “إسرائيل”، حيث كتب كبار الساسة الصهاينة بهذا الشأن، كلام ايهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق الذي قال: “إن تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن، أخشى أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها”.

ومع بداية الطوفان، وفشل الكيان في تحقيق أي إنجاز والمشاكل التي تلحق بالكيان داخلياً وخارجياً، يبدو أن الأمور تسير في طريق الانهيار والتفكك، قد يرى البعض أن هذا الكلام فيه الكثير من المبالغة، في ظل وجود دعم أمريكي مباشر للحفاظ على وجود الكيان الصهيوني، والذي يعد ثمرة المشروع الغربي الليبرالي، ولكن ما حدث في السابع من تشرين الأول 2023 ، سيكون له تداعيات كبرى، كما قال السيد حسن نصر الله: صحيح أن المعركة الحالية ليست النهائية مع الكيان، ولكن سيكون لها تأثير كبير في قادمات الأيام، أما عن نتنياهو وعصابته، يذكر التاريخ اليهودي أن هناك حماقات ارتكبها قادتهم كانت سبباً في سقوط ممالكهم، فهل نرى زوال “إسرائيل” قريباً، لننتظر ونرى.