بطولات القواعد الكروية كشفت إهمال الأندية وهشاشة البناء
ناصر النجار
أنهى اتحاد كرة القدم بطولات القواعد وتنافس في النهاية على الألقاب فريقا الطليعة والكرامة، فحاز الطليعة على بطولة الأشبال والكرامة على بطولتي الناشئين والبراعم، وسط غياب مؤثر من أندية عريقة لها باعها في عالم كرة القدم.
ولعل الغياب الأبرز كان لفرق أهلي حلب الذي يملك قواعد جيدة لكنه فشل في المنافسة في البراعم والأشبال، وانسحب من الناشئين لوجود عدد من لاعبيه المؤثرين في معسكر المنتخب.
هذا الكلام لا ينفي أهمية قواعد فرق الأهلي ولكنه يرسم الكثير من إشارات الاستفهام حول غياب الأهلي عن منصات التتويج، ففي الدوري الأولمبي خسر النهائي أمام الكرامة وفي دوري الشباب خسر النهائي أيضاً أمام الحرية؛ وفي المحصلة العامة خرج من الموسم الماضي دون أن يحقق أي بطولة من كل مسابقات الموسم الكروي السبعة، ومثله تماماً فرق الساحل العريقة تشرين وجبلة وحطين.
بعد نهاية الموسم، نجد أن خريطة كرة القدم في القواعد باتت معروفة وهي محددة كنقاط قوة في ثلاث محافظات فقط، فالكرامة والوثبة أجادا في الموسم الماضي، وكذلك الطليعة والنواعير، وفي حلب الأهلي والحرية، أما بقية المحافظات فقد غابت فرقها، وأفضلها من وصل إلى الدور الثاني، والمؤسف أن نرى أكاديمية من دمشق تنافس في بطولة الناشئين على اللقب وسط غياب أندية كبيرة كالوحدة والجيش والشرطة والمجد!
أما بطل الدوري وحامل لقب الكأس، الفتوة، فقد غاب عن المشاركة، وعندما شارك بالناشئين متأخراً خرج من الباب الخلفي، وهذا كله يضعنا أمام محور مهم في عالم كرة القدم، هذا المحور يجب أن يكون على بساط البحث ونحن في مطلع الموسم الكروي الجديد.
العناية بالقواعد هو أساس نجاح كرة القدم وأنديتها، واليوم نجد أن اللاعبين الذين يطالبون بمبالغ عالية جداً يعرفون أنه لا يوجد بديل بمستواهم، وهذا بسبب إهمال الأندية لقواعدها فلم يتخرج من صفوفها من هو قادر على حمل لوائها، وما البحث والتنقيب عن اللاعبين إلا لوجود ثغرة كبيرة في الأندية، ولو أن قواعد الأندية بخير ما احتاجت الأندية إلا للقليل القليل من اللاعبين لتعزز صفوفها بمركز معين.
نعود لنتحدث مرة أخرى عن نادي الفتوة الذي دخل في حالة الموت السريري، فلو أن هذا النادي بنى كرة القدم لكان ذلك أفضل له من بطولة يحوز عليها، ثم يرتمى بعدها في واد سحيق.
نحن أمام موسم كروي جديد، والعبرة اليوم بما يحدث في صفوف الأندية، وعلى إدارات الأندية أن تبحث عن مستقبل كرة القدم لا عن بطولة معلبة، فهل سنجد إدارات أنديتنا تلتفت نحو قواعدها وبناء كرتها؟