حمص.. الخسائر تلاحق مزارعي التفاح في كل عام
حمص- نبال إبراهيم
تحدث العديد من مزارعي أشجار التفاح بمحافظة حمص عن معاناتهم حول تكبّدهم خسائر فادحة بمحاصيلهم، وتكرار هذه الخسائر وملاحقتهم في كلّ عام وتضاعفها عاماً بعد عام بدون وجود أي دعم حقيقي وملائم لهذه الزراعة، عازين سبب ذلك لجملة من العوامل أهمها الارتفاع الكبير في أسعار مستلزمات الإنتاج من اليد العاملة والأدوية والمبيدات الزراعية وعدم فعاليتها من جهة، وتضرّر الكثير من الأشجار والمساحات المزروعة بالتفاح جراء البَرَد الذي أصاب المحافظة خلال فترة الإزهار، والإصابة بمرض جرب التفاح الذي يعتبر من الأمراض ذات الخطورة الشديدة لكونه من الأمراض الوبائية في مناطق زراعة التفاحيات ذات المناخ الرطب والحرارة المعتدلة والذي يتسبّب بتساقط الأزهار قبل مرحلة العقد من جهة أخرى.
وبيّن المزارعون في شكاوى لـ”البعث” أن مرض الجرب الذي أصاب محاصيل التفاح هذا العام أدّى إلى تشوّه الثمار وتساقطها وتشوّه الثمار الكبيرة وضعف نموها وانخفاض جودة ونوعية الثمار وحساسية الثمار المصابة لأمراض التخزين أثناء تخزينها، ما أدى إلى إلحاق أضرار اقتصادية من حيث كمية الإنتاج ونوعيته، ودفع العديد من المزارعين لاقتلاع أشجارهم وتحطيبها واستبدال زراعة التفاح بصنف آخر.
بدوره أوضح رئيس دائرة الأشجار المثمرة في مديرية الزراعة بحمص، المهندس ناجي ساعد، أن أشجار التفاح تحتاج إلى الكثير من الاهتمام من قبل المزارعين، بالإضافة إلى استخدام المبيدات الزراعية بشكل دائم ومتواصل، لافتاً إلى أن قلّة الاهتمام بها وحدوث الإصابات الحشرية والفطرية، وخاصة الجرب الذي لحق بها خلال الموسم الحالي، تسبّب بانخفاض كميات الإنتاج من جهة وأثر على نوعية المنتج من جهة أخرى.
وأشار ساعد إلى أن تقديرات إنتاج المحافظة من التفاح خلال هذا العام تبلغ نحو 37.5 ألف طن فقط، وهو أقل من العام الماضي بنسبة تزيد عن 50% والذي بلغ حينها نحو 62 ألف طن، عازياً السبب إلى الأضرار التي أصابت بساتين التفاح جراء تساقط البَرَد لفترات طويلة من جهة وارتفاع درجات الحرارة خلال مرحلة العقد من جهة أخرى، الأمر الذي أثر على نوعية الإنتاج والتسبّب بحدوث إصابات حشرية وفطرية أهمها الجرب.
يُشار إلى أن إجمالي المساحات المزروعة بالتفاح على امتداد المحافظة يبلغ نحو 8 آلاف هكتار تقريباً، منها ما يزيد عن ألفي هكتار سقي و6 آلاف هكتار بعل، علماً أن إجمالي عدد أشجار التفاح بالمحافظة يقدّر بنحو 3.5 مليون شجرة، منها نحو 2.5 مليون شجرة مثمرة، وتتركز زراعة التفاح في منطقة تلكلخ والمركز الغربي وتلدو والقصير وبنسب قليلة في مناطق أخرى، وتتنوع أصناف التفاحيات المنتجة ما بين صنفي ستاركن وغولدن، كما أن واقع الإنتاج على مستوى محافظة حمص هذا العام متوسط، وتعتبر حمص من المحافظات الأولى على مستوى القطر بإنتاج التفاح.
والجدير بالذكر أنه تمّ الانتهاء من حصر الأضرار التي لحقت بمزارعي التفاح بالمحافظة، وإعداد الدراسة اللازمة عن الأضرار وإرسالها إلى الوزارة، وتمّ إقرار الأضرار والموافقة على تعويض الفلاحين المتضرّرين.