رياضةصحيفة البعث

صور بائسة من تنقلات اللاعبين في الدوري الكروي الممتاز

ناصر النجار

أكثر ما يجعلنا نشعر بالعجب والتعجب، وربما الاشمئزاز، تلك الكلمات التي تقدّم بها مواقع الأندية لاعبيها الجدد، ربما تشعر أن القادم لهذا النادي أو ذاك لاعب سوبر ستار كمحمد صلاح أو ميسي، يقولون: انظروا من جاء! ننتظر لنقرأ “النسر”، أو “المدفعجي”، أو “الهداف”، ونرى الصور المزركشة بالخيال المرضي لتقدّم لنا أشباه لاعبين، ونتساءل: ما الهدف من ذلك؟ هل هو الضحك على الجمهور أم على الداعمين؟
نحن لا نعترض على تقديم اللاعبين، لكننا نأسف للمبالغة بتوصيف حالة  غير موجودة ولا تنطبق على أغلب لاعبينا.
لاعب قالوا إنه “المدفعجي”، والمقصود هنا أن رجله كالمدفع وكراته تصيب المرمى من قوتها، لم نسمع به سابقاً، راجعنا أرشيفه فوجدنا أنه سجل في خمسة مواسم بالدوري الممتاز مع الشرطة والمجد والوثبة سبعة أهداف، وللحقيقة سجّل الموسم الماضي هدفاً واحداً من أصل 25 مباراة لعبها بالدوري والكأس مع الوثبة، فما الغاية من هذه الدعاية كلها؟
أما “النسور” فهم من لاعبي الخبرة المخضرمين الذين تجاوزوا الخامسة والثلاثين وربما أكثر، أو أقل بسنة وسنتين، مع العلم أن العمر الافتراضي للاعبي كرتنا لا يتجاوز الثلاثين عاماً إلا من رحم ربي منهم وعددهم قليل جداً، مواقع تقدّمهم بشكل مثير للتعجب، والمشكلة أن بعضهم معه إصابة مزمنة وبعضهم كان احتياطياً في فريقه وبعضهم الآخر لم يلعب أكثر من ثلث دقائق الدوري الماضي، فأي نسر هذا؟
زحف اللاعبين المخضرمين على الدوري وأنديتنا يضعف من كرتنا بشكل عام، ولا شكّ أن كرتنا بحاجة إلى لاعبي الخبرة، لكن هذه الحاجة يجب أن تكون متوازنة وأن تضمّ عدداً مساوياً من لاعبي المستقبل في كلّ فريق، وهذا ضروري من أجل تجديد دماء كرتنا ومن أجل إكساب اللاعبين الموهوبين الخبرة والمهارة.
ونعتقد أن موضوع عدم التعاقد مع أكثر من خمسة لاعبين من خارج النادي يهدف إلى العناية بشكل خاص بأبناء النادي وخاصة الشباب منهم، لكن القائمين على الأندية على ما يبدو لهم فكر آخر، ولا ندري من سينتصر في النهاية؟.

من الصور البائسة التي مرّت المشكلة التي حدثت مع لاعب الفتوة عدي جفال واتهامه بالتخلي عن ناديه، لكن الجملة الأهم كانت بقول الجفال: خدمت النادي عندما كان يدفع للمحترفين المال وكانوا يقولون لي أنت ابن النادي (بتتحملنا)، وعندما أفلس النادي وهجره المحترفون، طلبوا منه البقاء ببلاش، فأنت ابن النادي، وابن النادي عليه تحمّل النادي في السراء والضراء!
ملاحظة أخيرة: عندما يتمّ تقديم لاعب شاب، نتمنى أن تختاروا جملكم، فالغرور بدأ يتسرب إلى نفوس هؤلاء، والغرور كما تعلمون قاتل في عالم كرة القدم.