حادثة سقوط الجسر تضع الجميع أمام مسؤولياتهم!
علي حسون
تضع حادثة سقوط جسر مشاة المتحلق الجنوبي بدمشق اليوم الجميع أمام مسؤولياتهم، لاسيما أن ما حصل مس سلامة المواطن من خلال ضحايا لم يخطر في بال أحد أن تنتهي حياتهم جراء سقوط الجسر بهذه الطريقة.
ورغم الإيمان بالقضاء والقدر، إلا أن ما ساقه المعنيون في محافظة دمشق من أن حادثة السقوط جاءت بفعل ارتطام شاحنة محملة بـ “باغر”، يحشرهم في موقف لا يحسدون عليه، بل وفي مواجهة تساؤلات كثيرة محيرة طرحها كل من شاهد أو سمع أو تابع ما حصل.
فهل المعقول أن يسقط جسر لمجرد ارتطام شاحنة به؟
أليس من المفروض أن يكون مصمما إنشائياً لتحمل أضعاف هكذا صدمات؟
وإذا كان جسر ما معرض للسقوط جراء اصطدامه بآلية ثقيلة، فكيف سيكون مصيره في مواجهة احتمالات الكوارث الطبيعية، كالهزات الأرضية أو الزلال أو السيول؟
ولعل ما هو جدير بالاهتمام أن صور الجسر تظهر اهتراءات حديدية، إذ يأكله الصدأ، فأين الشروط الفنية لتصميم الجسر ونوعية المعدن المصنوع منه؟ وأين الصيانة الدورية لكافة الأعمال الإنشائية من المديريات المعنية؟ وأين تفقد جهوزية وفحص قدرات الجسور ومدى تحملها والسلامة الإنشائية لها؟
وفي حال اقتنع متابعون ومختصون بتأثير اصطدام الشاحنة، المحملة “باغر”، كسبب لسقوط الجسر، أين هي الحسابات والدراسة الفنية للطول والارتفاع والعرض وغيرها من الدراسات الضرورية لكل عمل إنشائي وخاصة الجسور؟ ليأتي تساؤل آخر وهو كيف يسمح لهكذا شاحنات محملة بالآليات المرور على اوتستراد من المفروض أن يكون متابعاً من شرطة المرور، وهناك إذن عبور ومرافقين لتدارك أي احتمالات مفاجئة، كالاصطدام بالجسور، مثلاً؟
أسئلة كثيرة ليس الغرض منها رمي المسؤولية في ملعب المعنيين فقط، بل التوقف ملياً أمام واقع الإهمال وغياب الشعور بالمسؤولية وتدارك الأخطاء في المشاريع الأخرى، ذلك أن الجميع يعلم ضعف الإمكانات مع الخلل في التنفيذ، لاسيما أننا نلحظ بين فترة وأخرى صيانات لمشاريع لم يمر على تنفيذها الكثير من الوقت، ما يؤكد ضرورة إيجاد إجابات لكل ما ورد من تساؤلات مشروعة.