“رد الجميل”.. مشاريع صغيرة لأسر الشهداء
حلب- رفعت الشبلي
على الرغم من الآلام التي يحملها ذوو الشهداء في قلوبهم، يبقى الأمل متقداً ليكملوا مواصلة الكفاح وما خطّه الشهيد في درب النضال. وإكراماً لأرواحهم الطاهرة والدماء التي بُذلت في سبيل الوطن، أطلق فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بحلب “مشروع رد الجميل” المخصّص لأسر الشهداء.
وبيّنت الرفيقة رنا اليوسف، عضو قيادة فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي، أن المشروع يهدف إلى تقديم يد العون لأسر الشهداء بغية تعليمهم مهنة تساعدهم مع الأيام حتى تبقى الأسرة غير محتاجة، إضافة إلى تطوير هذه المهنة إلى مشروع صغير يصبح مصدراً للرزق، موضحة أن الخطوة الأولى كانت في تجهيز ماكينات الخياطة المستعملة ملاك المعاهد الصناعية الخارجة عن السيطرة في العام 2015، وتمّ تجهيز 40 ماكينة خياطة بجهود “أصحاب الضمير”، حيث تم ترميم واستبدال قطع الماكينات وإجراء الصيانة اللازمة مع تأمين ماكينات خياطة “درزة وحبكة”.
وأشارت اليوسف إلى فكرة تعليم حرفة الخياطة للسيدات كون حلب مشهورة بالصناعات النسيجية، وكانت الانطلاقة الأولى مع 40 سيدة بتصنيع الأعلام الوطنية بتمويل من “أهل الخير”، إلى أن تطور عمل هذا المشروع ليصل إلى تدريب 595 سيدة منذ انطلاقة المشروع عام 2015 حتى الآن، لافتة إلى أن المشروع بدأ يجقق أهدافه وذلك من خلال تأمين مصادر رزق لأسر الشهداء تصل في بعض الحالات إلى 350 ألف ليرة سورية أسبوعياً.
والجدير بالذكر أنه بالأمس القريب انطلقت دورة من “مشروع رد الجميل” لتعليم صيانة الموبايلات والحاسوب والطابعات وتركيب الأحبار، وهي خطوة مهمّة تستهدف أبناء الشهداء الذكور وأغلبهم من الدارسين في الجامعات، وهي تعطي فرصة للطالب في تعلم مهنة تفتح له الطريق لإيجاد فرصة عمل في مشروع خاص، علماً أن هذه الدورة مأجورة كما كل الدورات، حيث يحصل المتدرّب على راتب شهري طول فترة الدورة مع وسائط نقل مؤمنة، إضافة إلى مدربين أكفاء متطوعين من أهل الخير يعملون بجد لتقديم خبراتهم للشباب أبناء الشهداء، حيث تمّ تخصيص مقر خاص أيضاً ضمن حرم “مشروع رد الجميل”.
يُشار إلى أن من الصعوبات التي يعاني منها المشروع الحاجة الدائمة للكهرباء والمحروقات كون المشروع قائماً على المكنات، إضافة إلى قلة التمويل وصعوبة التعامل مع السيدات في الأيام الأولى من التدريب.