هل سيحمل مشروع المدرب الإسباني “الخير” لكرتنا؟
ناصر النجار
الكثير من الأقوال والتصريحات والتكهّنات سبق توقيع اتحاد كرة القدم العقد مع المدرّب الإسباني خوسية لانا، وكل ما تمّ طرحه كان جيداً ويصبّ في مصلحة كرتنا، لكن نقف أمام أمرين: أولهما، هل سيكون اتحاد كرة القدم قادراً على تنفيذ كل طلبات المدرّب الإسباني؟ وثانيهما، هل سيصبر الجمهور على مشروع هذا المدرّب؟
الأمر الأول ممكن أن يتحقق في أغلب بنوده، لكن الأمر الثاني من الصعب تحقيقه لوجود أشخاص ليس لهم همّ إلا الانتقاد والاعتراض وما شابه ذلك.
وفي أحد بنود الاتفاق التي أوردتها وسائل الإعلام أن المدرّب سيكون مسؤولاً عن كلّ المنتخبات الوطنية، وبناء عليه سيشرف عليها ويعيّن مدربيها، وبالتالي سنجد هناك متضررين من ذلك، أولئك المدرّبون الذين سيخسرون مواقعهم مع المنتخبات، وكذلك جميع اللاعبين الذين دخلوا هذه المنتخبات بدعم متنفذ.
ولأننا في النقطة الأولى فإننا نفضّل أن يُلحق اتحاد الكرة في هذه المنتخبات مدربين وطنيين من باب التعايش، فالمدرّب الذي يريد إنعاش منتخباتنا الوطنية ووضعها على السكة الصحيحة لا بدّ أن يهتمّ بالجانب الفني لمدربينا وهذا لا يضره وهو مفيد لنا.
النقطة الثانية التي وصلتنا والمدرّب أكد عليها، هي أنه لا يرغب باللاعبين من كبار السن، ويفضّل اللاعبين من مواليد أقل من تسعة وعشرين عاماً، وهذا الكلام قد يكون له استثناء بسيط إن وجد لاعب تجاوز الثلاثين ولديه مؤهلات الانضمام للمنتخب، وهذا الأمر نجده مخالفاً لنظريات الأرجنتيني كوبر الذي كان يعشق كبار السن لدرجة أن خط دفاعنا بالكامل تجاوز الثلاثين بسنوات.
هذا الأمر نقدّمه إلى إدارات أنديتنا التي ما زالت تبحث عن عواجيز كرة القدم وتصرف نظرها عن المواهب الواعدة والقادمة من لاعبي الأولمبي والشباب، وكم كنا نتمنى لو أن أنديتنا اعتمدت هذا الموسم على لاعبيها دون عقود خارجية لكان أفضل لها، وكم كنا نتمنى لو أن اتحاد كرة القدم منع أنديتنا من التعاقد مع لاعبين تجاوزوا الثلاثين من العمر باستثناء لاعب أو اثنين، على ألا يكون حراس المرمى ضمن هذه الحسبة والعمر لهم مفتوح والسبب فقر كرتنا بمركز حراسة المرمى.
الكلمة الأخيرة، ربما، هي رسالة مفتوحة من المدرّب إلى من يهمه الأمر، فعندما قبل خوسية لانا تدريب منتخب الرجال، طلب الإشراف على بقية منتخبات الفئات، وهذه الرسالة نوجهها لإدارات أنديتنا لأن المقصود منها أن النجاح في فئة الرجال لا يتحقق دون العناية ببقية الفئات.