الحاضنة التراثية مشروع حضاري لإحياء الذاكرة الشعبية
اللاذقية ـ مروان حويجة
يأتي الحضور الواسع للمشغولات والمنتجات التراثية، والصناعات اليدوية التقليدية، في المهرجانات والملتقيات والمعارض الثقافية والتراثية والفنيّة، تعبيراً واقعياً ملموساً عن غنى البيئة المحلية بتراث شعبي زاخر بالكثير من الإبداعات النابضة بذاكرة شعبية وثقافية غنيّة، تتجلّى في المنتجات الصديقة للبيئة والمهن التراثية المرتبطة بماهية هذه الذاكرة الشعبية، ويعوّل الباحث التاريخي الدكتور غسان القيّم مدير موقع أوغاريت التاريخي الأثري، على الأهمية الكبيرة لإطلاق حاضنة تراثية في مدينة اللاذقية في رحاب حديقة البطرني التراثية على الكورنيش الغربي، ويؤكد أن هذا الموضوع يستحقّ كل التقدير والاهتمام، لما تتمتع به محافظة اللاذقية من إرث حضاري وتاريخي عريق، حيث تعاقبت عليها حضارات منذ الألف الثامن قبل الميلاد، وقدّمت كل المعارف والمهارات والعلوم الإنسانية والبشرية وكان أثرها كبيراً على العالم أجمع.
ويأمل د.القيّم أن يكون هذا الموضوع الحيوي مستديماً ومتتالياً، وأن تكون هناك حاضنة تراثية وشعبية لكل أنواع الحرف اليدوية التي يتجاوز عمر بعضها آلاف السنيين، وهذه المهن والحرف لن تتغير طريقة عملها منذ نشأتها، على الرغم من التطور التكنولوجي ونمط الحياة والعادات والتقاليد التي طرأت على أسلوب حياتنا اليومية، ويبين: “نحن طالبنا كثيراً عبر كل المجالات والفعاليات الثقافية، بأن تكون هناك حاضنة للحفاظ على الكثير من الحرف والمهن اليدوية والصناعات التقليدية التي هجرها أصحابها وطواها النسيان بسبب عدم وجود من يدعم استمرار هذه المهن، وأضاف: “نتمنى أن تكون هذه المبادرة النوعية الكريمة، انطلاقة حقيقية مميزة عبر حاضنة تراثية وشعبية شاملة ومتكاملة، وهذا ما تم التأكيد عليه من المعنيين والقائمين على هذا المشروع الحضاري، وإعادة إحياء الكثير من الحرف لما في ذلك من الحفاظ على تراثنا الأصيل الغني بكل الأصالة والجذور الحضارية والتاريخية العريقة لبلدنا الحبيب سورية وهذه مسؤوليتنا جميعاً.