أين الإنتلجنسيا…؟
وائل علي
أين النخب؟ أين الإنتلجنسيا؟
قد يحاول البعض أخذنا نحو الطبقية، والـ “تنخيب” – إن صح التعبير!! – فيما القليلون يفهمون المصطلح (ربما!!) على أنه حاجة وضرورة للفكر والفلسفة والعلوم والسياسة والاجتماع والاقتصاد والأدب والشعر والثقافة والفنون والإعلام والرياضة.. إلخ.
نعم.. نحن بحاجة للإنتلجنسيا، لا بل بأمس الحاجة لوجودها وتسيدها المنابر وجلسات الحوار والنقاش، لأنها مكانها وملعبها حتى تستقيم الأمور وتسير في سياقها الطبيعي، فليس كل من “استحلى” الظهور والاستعراض، و”انتعل” صفحة شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، صار “نخبة” إن لم يكن “النكبة” بعينها…
نعم أيها السادة، نحن بحاجة لنخبنا التي يتسابق الكثيرون لاستقطابها وتقديم الفرص والعروض لأصحابها!!
لكن، أين هي هذه النخب؟ وأين أصحابها؟ ولماذا لانراهم في الأماكن والمواقع التي يجب أن يتواجدوا فيها، لا أن يغيبوا وينكفئوا؟ وأين آراؤهم ونقاشاتهم ودراساتهم وأبحاثهم وتعليقاتهم ومنشوراتهم؟ وأين فاعليتهم؟ ولماذا لا نبحث ونفتش عنهم، أم أنه لايوجد ما يستأهل!؟
وهل يعقل أن يتقلص مفهوم النخبة اليوم لينحصر بأباطرة المال الجدد التي تطرح ثرواتهم الطائلة الطارئة ألف سؤال وسؤال؟ ورغم حاجتنا للنخب المالية، لكن لا يجوز ولا يصح إلغاء أو تغييب وتهميش باقي النخب!!
انظروا لأحلام نخبة شبابنا في السفر والهجرة، وتكدسهم على أبواب الهجرة والجوزات، بحثا عن الفرص المثلى ليبدعوا ويتألقوا، فلنقدم لهم ما يبحثون عنه، ولنجعل سورية “مرسى للحبايب”، لا “ميناء سفر” بحري، أو حقيبة سفر في مطار، أو بوابة عبور برية، لأننا نريدهم في أحضاننا، ولا نريد للهجرة القسرية الموجعة أن تسرق وتخطف منا أحلامنا بأولادنا وشبابنا..
لكن، دعونا نقدم البديل، ونمسكهم طرف الخيط بعيداً عن طوباوية الشعارات، لا أن نقول لهم، كما قال قوم موسى لموسى: “اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون”، بل “إنا معكم مقاتلون”!
وبغير ذلك، نحن المغلوبون الخاسرون ورحلة قيامتنا طويلة طويلة..