اقتصادصحيفة البعث

مزارعو الإجاص.. ارتفاع التكاليف الإنتاجية ومطالب بتوفير الدعم

محمد العمر

رغم الإنتاجية الغزيرة للإجاص هذا الموسم، إلا أن ما يعصف بزراعة هذا المحصول والأشجار المثمرة الأخرى يحول دون تحقيق النتائج بالشكل المرضي، حيث يلاحظ أن متوسط الإنتاج في وحدة المساحة في القطر ضعيف جداً، وباتت الحاجة ماسّة لزيادة الإنتاج، وذلك عن طريق زيادة خدمة هذه الشجرة ورفعها إلى معدلات أعلى في الإنتاج، وكذلك زيادة المساحة المزروعة أفقياً لسدّ حاجة القطر المتزايدة منها، إضافة إلى تقديم وتوفير المستلزمات الداعمة للمحصول من برادات تخزين خشية التلف والخسائر كما يحدث كلّ عام! 

إحصاءات 

ووفقاً لمديرية الزراعة في محافظة ريف دمشق، تُعدّ شجرة الإجاص من الأشجار العريقة، وتتوزع زراعتها على مساحة 2212 هكتاراً، منها 1765 هكتاراً مروية و447 بعلية، بعدد أشجار إجمالي يصل إلى 824 ألف شجرة، منها 587 ألفاً مثمرة. وحسب التقديرات الإنتاجية سيصل المحصول هذا الموسم إلى 14549 طناً، حيث يعدّ الكوشي والمسكاوي وأبو سطل من أهم الأصناف المنتشرة في المنطقة، وهي ذات نوعية جيدة ومذاق متميز وجودة تصديرية، وتعتبر رنكوس أكثر البلدات إنتاجاً بمساحة مزروعة نحو 161 هكتاراً، وعدد أشجار نحو 53 ألف شجرة، وتقديرات إنتاج نحو 639 طناً.

المزيد من الدعم 

منتجو الإجاص في ريف دمشق تحدثوا لـ “البعث” عن معاناتهم الإنتاجية قبل القطاف وبعده، فالمحصول بالنسبة لهم من أهم المحاصيل، والإنتاج لهذا الموسم جيد، لكنهم أكدوا أنهم يحتاجون إلى المزيد من الدعم والاهتمام بهذه الشجرة، كون الإجاص من المحاصيل التي تحتاج إلى العناية والمتابعة طوال العام، وهو ما يتطلّب زيادة كميات المازوت والأسمدة التي يجب أن توزّع بشكل عادل نظراً لارتفاع أسعارهما في الأسواق. 

أحد الفلاحين في حمص أكد أن محصول الإجاص مظلوم، حيث يمتلك مساحة زراعية مشجرة بستة دونمات منه، أي نحو 210 أشجار تصل أعمارها إلى 45 عاماً، وأغلبها من صنف الكوشي، يعطي الدونم الواحد منها 7 أطنان من الإجاص. وحسب قوله، يتراوح إنتاجه لهذا الموسم بين 35 و40 طناً، لافتاً إلى أن خدمات العناية لم تكن بالشكل المناسب، حيث تحتاج الشجرة إلى العناية المستمرة والتسميد والرش على فترات، ناهيك عن الأسعار الفلكية للمبيدات والأدوية التي شكّلت عقبةً أمام الفلاح في تحسين مردودية ونوعية إنتاجه. 

فلاح آخر من رنكوس أوضح أن إنتاج محصول الإجاص ممتاز قياساً بالمواسم السابقة، لكن عدم توفر الكهرباء وغرف التبريد للحفاظ على المحصول، شكل عقبةً أمام الفلاحين، وتسبب بانخفاض أسعاره في الأسواق، لافتاً إلى أنه باع إنتاج أرضه من محصول الإجاص بسعر منخفض بسبب عدم تمكّنه من تشغيل براد حفظ الفواكه لديه لعدم توفر المازوت المدعوم، وزيادة ساعات تقنين الكهرباء، ما سبّب تلفاً كبيراً بالمحصول نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، حيث إن هناك الكثير من الفلاحين يعجزون عن تخزين منتجاتهم الصيفية، كما كانوا يفعلون في السنوات السابقة، ما أجبرهم على البيع بأسعار رخيصة لا تتناسب مع تكاليف الزراعة.

دعم خجول 

بدوره أمين سرّ جمعية حماية المستهلك بدمشق وريفها، عبد الرزاق حبزة، أكد أن الكميات المتوفرة في الأسواق من الإجاص تعتبر جيدة، وهو محصول يتميّز بإمكانية تخزينه لفترات طويلة مثل التفاح، وينتج في عدة محافظات، منها دمشق وحمص وريف حلب، لافتاً إلى أن تكاليف الزراعة على الفلاح باتت مرعبة، بدءاً من القطاف وصولاً إلى تحميل الإنتاج وتعبئته وتخزينه.. وكلّ ذلك أسهم في زيادة التكاليف وفاتورة الإنتاج بشكل عام، ولاسيما أن هذه الأسعار بالكاد تغطي نفقات الفلاحين الكبيرة في ظلّ الدعم الخجول المقدّم في مجال الأسمدة والمازوت.