الحمضيات ضمن سيناريو الدعم والتسويق مجدداً.. ومساعٍ لتسعير مجزٍ وتسويق مكثف
دمشق- زينب محسن سلوم
يعاني الفلاحون بشكل متكرّر من عوائق عديدة تقف أمام استمراريتهم في الزراعة، ابتداءً من شراء الحبوب والغراس والأسمدة وصولاً إلى فشل في التسويق مردّه التسعيرة غير المرضية التي قد لا تضمن هامش ربح، أو ربما تنقص حتى من التكاليف والمدخلات.
ويتصدّر هذا المشهد موسم الحمضيات الذي يعتبر محصولاً استراتيجياً وعامل الاستقرار الأهم في تأمين لقمة العيش على مستوى المنطقة الساحلية، ما يتطلب الحرص على عدم استبداله بزراعات أخرى كالموز والفواكه الاستوائية، كما يحدث اليوم، وتجنب الدخول في مخاطر فشل تلك المحاصيل مع التغيّرات الحرارية والصقيع الذي لا يناسبها بل ويهدّد بخسارة موسم كامل.
مديرُ مكتب الحمضيات بوزارة الزراعة، الدكتور حيدر شاهين، أكد لـ “البعث” أن الوزارة تقدم جهوداً كبيرة وحثيثة للارتقاء بمحصول الحمضيات، سواء بالزراعة أو التسويق أو التصنيع، وخاصة لجهة تسهيل عمليات التسويق والتصدير، وتقديم كلّ أشكال الدعم بما يضمن الاستفادة من كامل المحصول وتحقيق عائد اقتصادي جيد للفلاح والدولة على حدّ سواء، ولكونه يرفد السوق الخارجي والداخلي بمنتج متميّز من حيث النوع والجودة والنكهة، إضافةً الى خلّوه من الأثر المتبقي للمبيدات نتيجة تطبيق مبدأ المكافحة الحيوية ضد الآفات.
ولفت شاهين إلى أن تقديرات الإنتاج للموسم الحالي تبلغ نحو 688 ألف طن من كلّ الأصناف، موزعة على أربع مجموعات، هي الليمون الحامض بتقدير إنتاج ٩٥ ألف طن، والليمون الهندي بتقدير إنتاج ٣٥ ألف طن، ومجموعة البرتقال ٤٣٨ ألف طن، إضافةً إلى مجموعة اليوسفي ١١٨ ألف طن، وهذه المجموعات موزّعة على مساحة زراعية قدرها ٤٣ ألف هكتار، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على معرفة مؤشرات التسويق وضمان حصول الفلاح على سعر مجزٍ، وذلك من خلال وضع خطة عمل متكاملة لعملية التسويق المحلي والخارجي والتصنيع، ووضع الخطوات التنفيذية لهذا العام، إلى جانب تقييم إجراءات التسويق للموسم الماضي وتحديد الصعوبات والمعوقات وبحث السبل لحلّها.
ونوّه مدير مكتب الحمضيات بأن للوزارة خطة زراعية إنتاجية منظمة تتعلّق بتنظيم الأشجار المثمرة وخارطة الأصناف متضمّنة الأصناف الملائمة لكلّ منطقة، إلى جانب البحوث المشتركة مع جميع الجهات المعنية، والاستمرار ببرامج المكافحة المتكاملة، وبرنامج استبدال الأشجار الهرمة بأشجار جديدة، فهذه الإجراءات جميعها تهدف إلى المحافظة على الحمضيات السورية والوصول إلى منتج بمواصفات عالمية.