العودة إلى المدارس.. أعباء مادية تثقل كاهل الأسر وتحضيرات لتهيئة الأجواء الدراسية
البعث – محرر المحليات
باتت العودة إلى المدارس مصدر قلق يومي للأهالي، وخاصة لجهة التكاليف المادية الكبيرة التي تفرضها هذه العودة، إلى جانب تهيئة الأطفال للمدرسة، حيث تشير الدراسات إلى أن 87% من الأهالي يواجهون صعوبة كبيرة في استقبال العام الدراسي، مطلع كلّ عام، إذ يتحمّلون العبء الأكبر في إيجاد طريقة لإقناع أطفالهم بالذهاب إلى المدرسة ومتابعة تحصيلهم العلمي.
ويعود قلق الطلاب والأطفال، خصوصاً، من قدوم المدرسة لأسباب عديدة، أهمها الخوف، وفق ما تذكر الدراسات، لكن عندما نتحدث عن خوف الطلاب من قدوم المدرسة فإن أسبابه إما أن تكون خاصة تعود للمدرسة وأجواء التوتر والرهبة والخوف التي تضع الطالب بها، أو خاصة تعود للأسرة والعقوبات والأنظمة الدراسية التي يضعها الأهالي في المنزل بما يخصّ الواجبات المدرسية، وأخيراً لأسباب شخصية تعود لفقدان الثقة بالنفس وشعور الطالب ذاته بعدم كفاءته في التحصيل العلمي.
ولا شكّ أن عودة الأطفال إلى المدرسة بعد أشهر العطلة من الأمور الصعبة والمعقدة، وخاصة للأطفال الذين لم يتجاوزوا العشر سنوات، برأي الباحثة نهى محمد (اختصاص مناهج تربوية)، وذلك لأن الأبناء ممن تخطّوا مرحلة التعليم الأساسي اعتادوا على المدرسة ونظام العطلة الصيفية، ومن ثم عودة المدرسة، إلّا أن الكثير من الأطفال يعتقدون أن المدرسة شيء يمرون به لمدة عام وينتهي، لذا يجد الآباء صعوبة في إقناعهم باستمرارية الدوام في المدرسة على مدى أعوام طويلة.
ومرحلة دخول الطفل للمدرسة هي المرحلة الثانية التي ينفطم بها هذا الطفل عن أمه، وهي من أصعب المراحل، لذا يجب على الأم البدء من الصيف بتكوين صورة جميلة للمدرسة في مخيلة طفلها وترغيبه بالدخول إليها، وعليها البدء من مراحل مبكرة بدمجه بالآخرين وتعويده على اللعب مع الأصدقاء والأقارب كي لا يشعر بفقدان أمه وبالغربة عند دخوله المدرسة.
واعتبرت محمد مرحلة الحضانة أو ما يُسمّى بالروضة من المراحل المهمّة في حياة الطفل، والتي تكون عاملاً إيجابياً مساعداً في تعلق الطفل بالمدرسة وحبه لها، أما بالنسبة للطلاب الذين تجاوزوا مرحلة الطفولة فعلى الأهل تذكيرهم بشكل دائم خلال الصيف بأهمية المدرسة والتحصيل العلمي ليستطيعوا بناء مستقبل مستقل لهم، إضافة إلى أهمية البدء بالدراسة منذ الأسبوع الأول من العام الدراسي، فكثير من الطلاب يعتبرون الشهر الأول من العام الدراسي شهراً للتسلية وإضاعة الوقت، وتمضي الأشهر الدراسية ويتراكم العبء عليهم لينتهي المطاف بهم بنتيجة سيئة، كذلك يجب ترك الابن يختار الأدوات المدرسية التي يحبها، فالأطفال مثلاً يميلون لشراء الدفاتر الملوّنة التي تحتوي رسوماً كرتونية.
وأكدت محمد ضرورة التعاون والتواصل الدائم بين الأهالي وإدارة المدرسة، وجلوس الأهالي مع أبنائهم ومحاورتهم ورفع معنوياتهم بشكل مستمر، فالأسرة لها دور مهمّ في تهيئة الجو المناسب لأبنائهم داخل البيت خلال العام الدراسي للحصول على نتيجة مرضية، وعلى الأهل بذل الجهد لتوفير الجو الدراسي المناسب وعدم المبالغة في التوقعات والنتائج المطلوبة من الأبناء ورفع معنويات أبنائهم عند حصولهم على درجة امتحانية متدنية، وتهيئة الطلاب للمدرسة وللنقلة النوعية من فترة الراحة إلى فترة الاجتهاد يجب أن تكون قبل بداية العام الدراسي بأسبوعين على الأقل، من خلال الاستعداد النفسي أولاً، ومن ثم الاستعداد السلوكي بوضع برامج دراسية لكلّ طالب والالتزام بها على مدار العام الدراسي.
ومن ناحية أخرى، فإن المعلم أيضاً يجب أن يكون قد أتمّ استعداده النفسي والتربوي قبل بدء العام الدراسي بأسابيع كي يتمم الطالب والمعلم بعضهم بعضاً.