” المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودورها في تنمية الاقتصاد ” في المنتدى الحواري لفرع اللاذقية للحزب
اللاذقية – مروان حويجة
شكّل عنوان ” المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودورها في تنمية الاقتصاد” المستوحى من خطاب الرفيق الأمين العام للحزب، الدكتور بشار الأسد، رئيس الجمهورية، أمام مجلس الشعب، موضوع الحوار والنقاش، في المنتدى الاقتصادي الذي أقامه فرع اللاذقية للحزب، على مدرج دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية.
وأوضح الرفيق إبراهيم عبيدو، رئيس مكتب العمّال والاقتصادي الحزبي الفرعي، أن الحرب العدوانية الظالمة على مدى أربعة عشر عاماً، استهدفت واقعنا الاقتصادي، وهذا معروف للقاصي والداني، كغيره من القطاعات، ولكن تخطّي التداعيات الاقتصادية ليس مستحيلاً، لأننا شعب يجسّد إرادة الصمود، ويستلهم الرؤى والحلول من كلمات وخطب الرفيق الأمين العام للحزب، وقد شكّل خطابه بكل مضامينه ورؤاه، أمام مجلس الشعب دليل ومنهج عمل، ولذلك نتحاور اليوم حول العنوان الاقتصادي الاستراتيجي الذي طرحه السيد الرئيس حول المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بوصفها الركيزة الأساس في عملية التنمية .
فيما لفت الرفيق المهندس مصطفى مثبوت، رئيس مكتب الفلاحين والشهداء الحزبي الفرعي، إلى أنّ هذه المشروعات الواعدة، تشكل رافعة حقيقية للقطاع الزراعي، وتحقيق الاستثمار الأمثل لموارد هذا القطاع الذي يشكّل النواة الأساسية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوظيفها في عملية التنمية بكل مجالاتها وأبعادها.
وتحدّث الباحث الاقتصادي الدكتور فادي عيّاش، المستشار في التخطيط الاقتصادي، فأشار إلى الشفافية المطلقة التي تحدث فيها الرفيق الأمين العام للحزب، عن المشروعات الصغيرة والمتوسطة وواقع هذه المشروعات، وإشارته الواضحة إلى سوء الفهم الذي يحيط بها، وهذا ما أدى إلى النتائج المحدودة التي وصلت إليها هذه المشروعات، رغم كل الجهود التي بذلت، والإمكانات التي وضعت لأجلها، ولكنّها لم تحقق الهدف المنشود منها، برغم أنّها يمكن أن تكون قاطرة النمو الحقيقية للاقتصاد الوطني، كونها تشكّل أكثر من ٩٠ من النشاط الاقتصادي في سورية، وهذا القطاع هو الأهم، ليس على مستوى سورية فحسب، وإنما على مستوى العالم.
ولفت د.عيّاش إلى أنّ سوء الفهم بالنسبة لهذه المشاريع، تجلّى في اعتبارها مشروعات فردية مقتصرة على تحسين الدخل، في حين يعوّل عليها في تنمية المشروعات الريادية الإبداعية، وافتقارها إلى ثقافة ريادة الأعمال، والتعاطي معها على أنها عمل خاص محدود، في حين أنّ المشاريع الريادية مشاريع قادرة على ابتكار الأساليب والأدوات والمنتجات الجديدة، وقابلة للنمو والتطور، وتحتاج إلى حاضنات أعمال، وقابلة للتشبيك البيني، والتكامل والتضافر مع المشروعات الكبيرة، وهدفها تكوين الثروة والقيمة الاجتماعية المضافة، بما يجعلها قادرة على النمو، وتحقيق تنمية حقيقية.
وشدد العياش على ضرورة إعادة النظر والتعاطي مع هذه المشروعات، من حيث الإجراءات والتشريعات والتمويل ، والتبعية والاستقلالية، بما يدعم تحقيق الانطلاقة المنشودة بهذه المشروعات.
بدوره الباحث الاقتصادي الدكتور عابد فضلية، عضو اللجنة المركزية للحزب، أستاذ الاقتصاد في جامعة دمشق، أكّد على تكامل مقومات الأهمية التنموية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وما حظيت به هذه المشروعات من اهتمام كبير في خطاب الرفيق الأمين العام للحزب، بما يحتّم إعادة التعاطي معها بما يرتقي إلى الاهتمام والأهمية.
ولفت إلى ضرورة التركيز على الزراعة لأنها قاطرة النمو في الاقتصاد الوطني، وهي أمنه وأمانه، ويتصدر القطاعات في سورية، لأننا نمتلك كل مقوماته، من أرض وفلاح ومقومات طبيعية، وهناك تدخل إيجابي يحظى به هذا القطاع من الدولة، وأشار إلى النسبة الكبيرة من السكان الذين يسكنون الريف، والعدد الكبير الذي يعمل بالزراعة، وبالتالي يمكن أن تكون مخرجات الزراعة، مدخلات لقطاعات أخرى، كالصناعة التحويلية وغيرها، وهذا يستوجب إيلاء الأولوية في الدعم للقطاع الزراعي، لما تحقّقه الزراعة من قيمة مضافة، والحصول على إنتاج يغطّي احتياجات الغذاء والكساء، وبما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي المعروفة به سورية، لولا الحرب التي استهدفت هذا القطاع، والذي يشكّل أهم مقومات الاقتصاد الوطني.
وأكّد د.فضلية، أن تركيز الرفيق الأمين العام للحزب، على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، يضع جميع الجهات المعنية أمام المسؤوليات، وضرورة توصيف وتعريف المشروعات وفق معايير متكاملة ومحدّدات واضحة بكل شفافية، فالمشروعات الأسرية تتطور وتتوسع إلى صغيرة، ومن ثمّ متوسطة، وفق قاطرة نموّ لتتكامل كلّها مع بعضها لدفع عجلة الاقتصاد، مع ضرورة التركيز المستمر على المواءمة الدائمة بين التشريع والتطبيق، بما يرفع مساهمة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في عملية التنمية، وإيلاء الاهتمام الكبير للتنمية الريفية.
وتحدّث الرفيق المهندس هيثم إسماعيل، أمين فرع اللاذقية للحزب، فأشار إلى ما يشهده حزب البعث من حوارات ونقاشات تشمل مختلف القضايا الجوهرية التي تلامس وتقارب الواقع بكل موضوعية، والتركيز في الملتقيات والمنتديات على الأولويات الإستراتيجية، ومنها الرؤى الاقتصادية المستمدة من فكر وكلمات الرفيق الأمين العام للحزب الدكتور بشار الأسد، ولفت إلى ضرورة التوسع بنشر الثقافة الاقتصادية حول المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لأجل الوصول إلى مخرجات ومقترحات تسهم في تفعيل دور هذه المشروعات البالغة الأهمية تنموياً واقتصادياً، وبما يوازي أهميتها كعصب حقيقي في الاقتصاد الوطني ، وهذا يعكس عمق الرؤية الإستراتيجية التي تجسّدت في خطاب الرفيق الأمين العام أمام مجلس الشعب في جميع المجالات والاتجاهات، وهذا يضع الجميع أمام المسؤوليات المناطة بهم أفراداً ومؤسسات لاستلهام هذه العناوين العريضة الهامة، والعمل على التعمّق بدراستها بشكل منهجي، بما يعود بأفضل النتائج والمخرجات على مختلف القطاعات التنموية، والحرص المستمر على إغناء الحوار الحزبي المعمّق والشامل الذي يرتقي بكل مفاصل العمل والتنمية .
وقدّم الحضور مجموعة كبيرة من المداخلات والتساؤلات والمقترحات حول الخطط والإجراءات والآليات التنفيذية التي تسهم في تطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتحقيق التوسع الأفقي والرأسي بها، وتوسيع قاعدتها الإنتاجية، وتوفير مقومات نجاحها الإنتاجي والاستثماري والتشغيلي والتنموي .
حضر المنتدى الرفاق أعضاء قيادة فرع اللاذقية للحزب، وقيادات الشعب الحزبية، والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية، وفعاليات وشخصيات اقتصادية وإدارية وأكاديمية واجتماعية أهلية .