40 صنفاً من النباتات الطبية تصدّر خاماً.. وضياع للعائد الاقتصادي في غياب الاستثمارات
البعث – محرر المحليات
باتت الأعشاب أو الوصفات المحضّرة والموجودة لدى العطّارين أكثر استخداماً في الظروف الحالية رغم الجدل الحاد والمستمر حول مدى جدواها العلاجية، حيث يرى البعض أنها لا تأتي بالمنفعة، ويرى البعض الآخر أنها ذات قيمة طبية عالية ويعتبرها كأي عقار طبي يؤدي استخدامه عن جهل وسوء تقدير إلى عواقب لا تُحمد عقباها، وخاصة تلك الخلطات التي يتمّ تناقلها عبر صفحات الفيس دون دراية أو معرفة.. هذا ما أكد عليه عمر دقاق، صاحب محل في سوق البزورية، إذ أشار إلى أن الأعشاب والتوابل والزيوت المتوفرة في محال العطارين تتنوّع استخداماتها وفوائدها وخصائصها الطبية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر الزعتر البري، المعروف كمقشّع فعّال ومطهّر للقصبات الهوائية، وزهر الزعرور الذي يوصف للقلب، وتنشيط الدورة الدموية، أما بذور الكتان فتبيّن لدى تحليل المركبات الكيميائية فيها أنها تحمل عناصر مشابهة إلى حدّ ما لمركبات غدة البروستات، الأمر الذي جعلها مستخدمة لعلاج أمراض التهاب وتضخم البروستات، أما خل التفاح فيستخدم لعلاج الشحوم وتذويبها، أضف إلى استخدامه كعلاج لفروة الرأس، أما الروماتيزم وأمراض المفاصل والركب، فعلاجها الطبيعي موجود أيضاً وتُداوى إما داخلياً عن طريق ما يُسمّى “بالعشبة المغربية”، أو خارجياً عن طريق زيوت مختلفة متوفرة لدينا، وتدّلك الأماكن المصابة بواسطتها، ولحبّ الشباب وبقع الوجه أو الحبوب والالتهابات الجلدية الحلّ موجود أيضاً، إذ تستخدم بذور القطن عن طريق الخلط أو الطحن مع الماء ووضعها على الوجه وغسله.
وبيّن دقاق أن الاستخدام العشوائي للأعشاب الطبية له العديد من الأضرار كأي استخدام خاطئ للأدوية، فمثلاً “السلمكي” من الأعشاب المستخدمة على نحو شائع من قبل الزبائن بوصفه مليناً ومطرياً للمعدة، يؤدي استخدامه المفرط إلى ضرب الغشاء المخاطي لجدارها.
وبحسب تقرير لقسم النباتات الطبية والعطرية والتزيينية في وزارة الزراعة، هناك أصناف عديدة من الأعشاب الطبية ومنها ذات أهمية اقتصادية، حيث تضمّ النباتات الطبية الموجودة في سورية نباتات تستعمل أوراقها طبياً وعطرياً مثل الريحان والنعناع، ونباتات تستعمل أزهارها مثل البابونج، والنرجس، وأخرى تستعمل بذورها وثمارها مثل اليانسون، والكمون، وفول الصويا، ونباتات تستعمل جذورها مثل العرقسوس، كما تتبوأ المحاصيل الطبية مركزاً متميزاً في سلم أولويات المحاصيل التي يرغب المزارع بزراعتها لما تمتاز به من طلب عليها داخلياً وخارجياً وارتفاع أسعارها وإمكانية تصديرها بالقطع الأجنبي نظراً لفوائدها الطبية، كونها تشكّل العمود الفقري للكثير من الصناعات الدوائية.
وبيّن التقرير أن أسباب التوسّع بزراعة محاصيل النباتات الطبية، وخاصة الكمون واليانسون وحبة البركة والشمرة والكزبرة، يعود إلى فترة نموها القصيرة التي تعتمد على مياه الأمطار ولا تحتاج إلى جهد كبير من الفلاح، إضافة إلى استغلال الفلاحين للمساحات البور التي لم تتمّ زراعتها في المواسم السابقة، وكذلك العائد الاقتصادي الجيد لهذه المحاصيل لتميّزها عن مثيلاتها من المنتجات في دول الجوار، وخاصة تلك التي تحوي مواد زيتية، إذ يتمّ استجرار هذه المادة من قبل الشركات الطبية للقطاع الخاص، كما يتمّ تصدير قسم من الإنتاج إلى الخارج.