صحيفة البعثمحافظات

حماة.. إقبال متدنٍ جداً على شراء الخضروات بسبب ارتفاع الأسعار

حماة- ذُكاء أسعد

مع استمرار ارتفاع أسعار الخضراوات في المحافظة، يجد ربّ الأسرة نفسه عاجزاً أمام اختيار حاجاته اليومية لتأمين “الطبخة”، فقد تجاوز سعر الفاصولياء واللوبياء الـ 11 ألف ليرة، فيما استمر الارتفاع الكبير بمادة البطاطا لتتجاوز 12 ألفاً في بعض المناطق، بينما حافظت البندورة على سعرها لبصل الكغ منها إلى 5000 ليرة، أما عن الثوم فحدّث ولاحرج، إذ يباع الكيلو بـ 70 ألفاً، وفي حسبة بسيطة نجد أن تكلفة الطبخة اليومية لأسرة مكونّة من 5 أشخاص قد تصل إلى 50 ألفاً من الخضار فقط، بعيداً عن اللحوم والفروج.

ومع تدني المعاشات، يحاول المواطن التقليل ما أمكن من هذه النفقات عن طريق شراء خضراوات تكون أقل جودة وسعراً، أو تقليل الكميات، وربما لجأ البعض إلى مواد المونة المتواجدة في المنزل.

وأوضح غالب عدي، رئيس لجنة تجار سوق الهال في حماة، أن الإقبال على الشراء متدنٍ جداً مقارنةً بمثل هذا التوقيت من الأعوام السابقة، معتبراً أن أسعار الخضار مقبولة إلى حدٍّ ما، وخاصة تلك التي تُباع بـ “الجملة”، إذ تختلف أسعارها بشكل كبير عن أسعار المفرق، فعلى سبيل المثال يباع الثوم بالجملة بـ 45 ألفاً، والبطاطا بين 7500 إلى 10000، وكذلك الأمر بالنسبة للخضراوات الصيفية الموسمية كالفاصولياء واللوبياء، مشيراً إلى أن الخضار ستحافظ على أسعارها الحالية ولن تحلّق أكثر من ذلك.

وأوضحت المهندسة مروة عكرة رئيسة دائرة المحاصيل في مديرية الزراعة أن ارتفاع أسعار الخضراوات التكثيفية كالفاصولياء واللوبياء يعود لارتفاع تكلفة زراعتها كالأسمدة والبذار والمحروقات، أضف إلى ذلك ارتفاع أسعار اليد العاملة وندرتها في بعض الأحيان، وكذلك الأمر بالنسبة للبطاطا، حيث ارتفع هذا العام بذار البطاطا 100% عن العام السابق، ما أدّى لإحجام المزارعين عن زراعتها، إذ أن نسبة تنفيذ الخطة الزراعية للعروة الربيعية لم تصل إلى 80%، لكنها اعتبرت أن التحول إلى أتمتة المازوت ومنح الفلاح حاجته من المحروقات سيساهم في تشجيعه على الزراعة مجدداً، أما بالنسبة لارتفاع سعر الثوم فيعود لأن الكميات المطروحة الآن في السوق هي مما تمّ تخزينه من الموسم السابق في البرادات وتعدّ تكلفة التبريد مرتفعة جداً.

الخبير بالبحوث الزراعية، الدكتور فراس الشيحاوي، بيّن أن أسباب ارتفاع أسعار الخضار تعود لارتفاع أسعار البذار والأسمدة والمخصبات ذات النوعية الجيدة، وارتفاع أسعار المبيدات بأنواعها الحشرية والفطرية والعناكبية، وارتفاع تكاليف رشها، وارتفاع أجور اليد العاملة بمقدار الضعف على الأقل مقارنةً بالمواسم السابقة – حسب الموقع والمنطقة – إلى جانب ارتفاع تكاليف الشحن من الحقل إلى مراكز البيع، وهذه الأمور مجتمعةً لعبت دوراً كبيراً في رفع التكاليف عند زراعة الخضار، ولاسيّما تلك التي تحتاج لعمالة دورية دائمة “قطاف يومي أو كلّ يومين أو ثلاثة”.

من جهة أخرى، اعتبر الشيحاوي أن هناك أصنافاً من الخضراوات هبطت أسعارها بشكل مبالغ به كالباذنجان، بسبب زراعة مساحات كبيرة جداً بهدف الربح الكبير أسوةً بالعام السابق، فكان العرض يفوق حاجة السوق، وهذا الهبوط لم يترك هامش ربح مناسباً ومقبولاً للفلاحين الذين زادت خسائرهم هذا الموسم لارتفاع تكاليف الإنتاج وانتشار العناكب “الأكاروسات” بشكل كبير ووبائي، وما زاد الأمر سوءاً وجود مبيدات عناكبية رديئة في الصيدليات الزراعية، ما اضطر بعض الفلاحين لتجريب أكثر من مبيد ودفع تكاليف لأكثر من رشة واحدة لتعويض ضعف نمو النباتات المصابة.