أبطال أمام الكاميرا!!
غسان فطوم
أسئلة كثيرة تدور في ذهن المواطن السوري، أبرزها: هل سنشهد أداءً مختلفاً للسلطتين التشريعية والتنفيذية في المرحلة القادمة؟!.
فيما يتعلق بمجلس الشعب، لو سألت أي مواطن عن تقييمه لأداء المجلس في الدورة الماضية، بل والتي قبلها، لن يتردّد بالقول: “لم يكن ملبياً للطموح والآمال!!”.. هي إجابة ليست مزاجية، وإنما مستندة إلى وقائع ملموسة، فهناك العديد من القرارات الحكومية التي صادق عليها المجلس ومرّرها بسلاسة، علماً أنها لم تكن في مصلحة المواطن الذي وضع كلّ ثقته بأعضاء المجلس كممثلين له للدفاع عن مصالحه، ليكتشف بنهاية الدور التشريعي أن الكثيرين كانوا يمثلون عليه دور الأبطال، ولكن أمام الكاميرا!
السيد الرئيس بشار الأسد، في خطابه الأخير أمام المجلس، قال: “عندما يصادق مجلس الشعب أو يوافق، سواء بإصدار قانون أو بإقرار سياسة أو مشروع، أو غير ذلك، من دون أن يسأل عن الأدوات، ولا تنجح السلطة التنفيذية بالتنفيذ، يصبح مجلس الشعب حاملاً لمسؤولية التقصير مع السلطة التنفيذية، لأن الاقتراح والمصادقة هما وجهان لمسؤولية واحدة”.
والسؤال الآخر الذي لا بدّ من طرحه قبل بداية الجلسات: لماذا تغيب السياسات والخطط والإستراتيجيات عن عمل المجلس؟.
سؤال مشروع أيضاً، فالملاحظ في الجلسات أن كلّ نائب “يغني على ليلاه” باستعراض مداخلة انفعالية، في محاولة لاستعطاف التصفيق من زملائه، ولزوم الصورة البهية على صفحته على الفيسبوك؟!.
وهناك حالة أخرى مثيرة للانتباه تحت قبة المجلس، وصفها أحد الأعضاء السابقين بظاهرة “الوزير المنتصر”، في إشارة إلى أن الوزراء أثناء مناقشة أداء وزاراتهم يستعرضون إنجازاتهم، ويخفون إخفاقاتهم؛ وعلى خجل يقدّم بعض الأعضاء مداخلات غالباً ما تكون متشابهة ولا تلامس الوجع، أو حالات الخلل والفساد رغم وضوحها في أداء الوزارة، فلماذا لا يتمّ التنسيق بين الأعضاء لإعداد خطة لمساءلة الوزارة في كل التفاصيل، فإن كانت تستحق الثناء نصفق لها، وإن كانت مقصّرة تُسأل عن تقصيرها وترهل الأداء فيها؟!.
بالمختصر.. المجلس في دورته الحالية على المحك، فالناس تأمل آليات عمل ذات رؤى واضحة تنتج حلولاً ناجعة من قبل الحكومة، ونأمل من أعضاء المجلس أن يعوا جيداً كلام الرئيس الأسد حينما أكد أنه “لا يجوز أن نناقش الإجراءات والخطط ونحن لم نناقش أو نقرّ السياسات والإستراتيجيات التي تحكمها وتؤطرها، والتي من دونها ستكون الخطط والإجراءات عبارة عن حالة عشوائية، غير منسجمة، لا متجانسة، تضرّ أكثر مما تنفع ..”.