٣٦٠ مليار يوان دعم مالي.. جين بينغ يفتتح منتدى التعاون الصيني – الإفريقي
بكين – ريم ربيع
افتتح رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ اليوم منتدى التعاون الصيني- الإفريقي عبر كلمة ألقاها في حفل رسمي ضمن قاعة الشعب الكبرى في بكين، أكد خلالها تطور العلاقات الصينية- الإفريقية على مدى ٢٤ عاماً، حتى وصلت اليوم إلى أفضل مراحلها تاريخياً، واصفاً هذه المرحلة بموسم الحصاد، بعد الالتزام بمفهوم الشفافية والعملية والصدق بين الطرفين، والدفاع عن الحقوق والمصالح المشروعة في ظل التغيرات التي لم يشهدها العالم منذ مائة سنة.
ودعا الرئيس شي، للارتقاء بالعلاقات الثنائية مع جميع الدول الإفريقية التي لها علاقات دبلوماسية مع الصين إلى مستوى علاقات استراتيجية، والارتقاء بالعلاقات الصينية- الإفريقية ككل للمستقبل المشترك والعصر الجديد، لافتاً إلى ضرورة دفع التحديث الذي يتسم بالعدالة والإنصاف وتعزيز تبادل الخبرات مع الجانب الإفريقي في مجال الحوكمة، ودعم الدول الإفريقية لاستكشاف طرق تحديث تتناسب مع ظروفها الوطنية، وتعميق التعاون مع الجانب الإفريقي في مجالات الصناعة والزراعة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار، ونصب أنموذج للتعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، كذلك التعاون مع الجانب الإفريقي في مجالات تأهيل الأكفاء والحدّ من الفقر ودعم التوظيف.
ونظراً لأن التنمية الخضراء أصبحت علامة مميزة للتحديث في العصر الجديد، أكد الرئيس الصيني الحرص على مساعدة الجانب الإفريقي في تكوين “محرّك النمو الأخضر”، وتقليص فجوة الوصول إلى الطاقة، إضافة إلى مساعدتهم في رفع قدرتهم على صيانة السلام والاستقرار بإرادتهم المستقلة، مؤكداً أنه لا تحديث للعالم بدون تحديث للصين وإفريقيا اللتان تضمان ثلث سكان العالم، ففي السنوات الثلاث المقبلة، الجانب الصيني على استعداد للعمل مع الجانب الإفريقي على تنفيذ أعمال الشراكة العشرة لدفع التحديث، والتي تشمل الشراكة للاستفادة المتبادلة بين الحضارات، وبناء منصة صينية- إفريقية لتبادل الخبرات حول الحوكمة، والشراكة للازدهار التجاري؛ فالصين مستعدة لأن تبادر إلى توسيع انفتاح السوق بشكل أحادي الجانب، عبر قرارها بمنح جميع الدول الأقل نمواً التي لها علاقات دبلوماسية مع الصين، بما فيها 33 دولة إفريقية، معاملة صفر تعرفة جمركية على 100% من المنتجات الخاضعة للضريبة المستوردة منها، وذلك يجعل الصين أول بلد نامٍ كبير واقتصاد رئيسي في العالم يطبّق هذا الإجراء، ويجعل السوق الصينية الضخمة فرصةً واعدةً لإفريقيا، فضلاً عن توسيع نفاذ المنتجات الزراعية الإفريقية، وتعميق التعاون في مجال التجارة الإلكترونية.
وأشار جين بينغ، إلى الشراكة للتعاون في سلاسل الصناعة، والشراكة للترابط والتواصل، حيث يحرص الجانب الصيني على تنفيذ 30 مشروعاً لترابط البنية التحتية في إفريقيا، إضافة إلى الشراكة للتعاون الإنمائي، وفي مجال الصحة، والشراكة للنهوض بالزراعة، كاشفاً عن تقديم الصين مساعدات غذائية عاجلة لإفريقيا بقيمة مليار يوان صيني، وخلق ما لا يقل عن مليون فرصة عمل فيها، كما لفت إلى الشراكة للتواصل الشعبي والثقافي، وتقديم مساعدات عسكرية بدون مقابل إلى الجانب الإفريقي بقيمة مليار يوان صيني، فمن أجل دفع تنفيذ “أعمال الشراكة العشرة”، تحرص الحكومة الصينية على تقديم 360 مليار يوان صيني من الدعم المالي في السنوات الثلاث المقبلة، ودفع الشركات الصينية باستثمار ما لا يقل عن 70 مليار يوان صيني في إفريقيا.
بدوره، دعا رئيس السنغال باسيرو ديوماي فاي إلى تعجيل التنمية الزراعية للقضاء على الفقر وتدعيم البنية التحتية، وتطوير الصناعة الزراعية، وإلغاء كل القيود المفروضة من الغرب على التبادل التجاري، إضافة إلى الاستثمار في التكنولوجيا ومحاربة التغير المناخي، فيما تحدث رئيس موريتانيا ورؤساء الكتل الاقتصادية الإقليمية في القارة السمراء ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي حول الاستعداد لتطوير العلاقات الصينيةذ الإفريقية في مختلف المجالات.
وتناول خطاب الأمين العام للأمم المتحدة التحديات التنموية التي تواجهها الدول الإفريقية، وسبل مساعدتها على مواجهتها، إضافةً لضرورة إصلاح النظام المالي العالمي.