جناح الصناعات النسيجية في “إكسبو سورية” يجذب اهتمام رجال الأعمال العرب والأجانب
مدينة المعارض – غسان فطوم
تتميز سورية بوجود كامل سلسلة إنتاج الصناعات النسيجية فيها بدءاً من مادة القطن الخام –رغم قلة زراعته حالياً- مروراً بالتصنيع حتى المنتج النهائي ذو الجودة العالية من الأقمشة والملابس بأنواعها المختلفة وكذلك السجاد، ورغم الصعوبات التي تعيشها هذه الصناعة بفعل الحرب والعقوبات الاقتصادية التي دمرت وعطلت الكثير من المنشآت والمشاغل النسيجية، إلا أنها لا تزال تقف على أرجلها، ولعل حضورها الكبير في معرض “إكسبو سورية” أكبر دليل على ذلك، حيث أكد أصحاب الشركات أن هناك العديد من رجال الأعمال العرب والأجانب جذب اهتمامهم جناح الصناعات النسيجة، وأبدوا استعدادهم لعقد اتفاقيات تعاون وصفقات، وهذا برأيهم سيدعم المنتجين ويعوضهم عن خسارتهم السابقة، ويقلل من حجم فاتورة الإنتاج بسبب غلاء مستلزمات الإنتاج وقلة اليد العاملة، ويمكن أن يسهم في خفض الأسعار.
نريد استعادة التصدير
تعول شركة الـ 400 لصناعة الألبسة كغيرها من شركات صناعة الألبسة على “إكسبو” في فتح أسواق التصدير أمامها بعدما توقف التصدير في الشركة، بحسب ما ذكر مدير المبيعات في الشركة السيد بسام حلاوة، مشيراً إلى وجود العديد من الوفود العربية التي تبحث عن اتفاقيات تصدير، بفضل جودة المنتج الصناعي السوري، وخاصة في مجال الصناعات النسيجية، وبرأيه أن هذا لوحده لا يكفي، فالقطاع النسيجي بحاجة لدعم حقيقي من الحكومة فيما يخص مستلزمات الإنتاج من أجل تخفيف الأعباء المالية المترتبة على عمليتي الإنتاج والتصدير، وبهدف تعزيز الحضور الخارجي وعودة المنافسة كما كانت من قبل.
وذكر “حلاوة” أن إنتاج الشركة لم يتوقف، حيث استمرت بإنتاج الألبسة المتنوعة للكبار والصغار بأحدث التصاميم وأجود الخيوط.
عراقة وأصالة
ويقول السيد علي نعسان، المالك لشركة المسار الجديد للمطرزات الشرقية: هناك إقبال كبير على جناح الصناعات النسيجية من العرب والأجانب، وخاصة من العراق الشقيق، مواطنين أو رجال أعمال، وهذا برأيه دليل قاطع على أن الصناعة النسيجية السورية “تمرض ولا تموت” بفضل سمعتها العطرة وجودتها وتصاميمها الأنيقة.
وفيما يتعلق بإنتاج شركته، بين أنه يقوم على شغل المطرزات الشرقية التراثية الخاصة باللوحات الجدارية، وكتابة الآيات القرآنية بخيوط ذات ألوان متعددة، وأغطية الطاولات بمختلف القياسات برسوم هندسية متقنة، وكلها مشغولة باستخدام الأيدي العاملة الماهرة، المتمرسة بهذا الفن الذي يحتاج لدقة وذوق فني.
وتابع: نعول على “إكسبو” ليفتح أمامنا منافذ بيع جديدة خارج سورية لأن هناك طلباً على المطرزات الشرقية السورية الأصيلة. ولم يخفِ نعسان أن غلاء الأسعار أدى إلى انكماش في عملية الشراء، مطالباً بدعم حقيقي للقطاع النسيجي للتخفيف عن كاهل الصناعيين والحرفيين، وبرأيه فإن استمرار الدعم يمكن أن يساهم بخفض الأسعار وتنشيط السوق، بالإضافة إلى فتح بازارات للحرف اليدوية ضمن أمكنة مخصصة في كل محافظة كمنفذ بيع حتى تستمر هذه الحرفة التراثية العريقة.
ألبسة الأطفال
السيد عامر الملاح من شركة (بوبوس) لصناعة ألبسة الأطفال، أشار بدوره إلى وجود العديد من المشاكل في الحصول على المواد الأولية ذات الجودة العالية بسعر جيد، بالإضافة إلى مصاريف الكهرباء، مؤكداً أن قطاع الصناعة لا يمكن أن يستعيد حضوره وألقه السابق من دون دعم.. فالدعم وحده يمكن الشركات من المنافسة عالمياً.
وأردف: “إكسبو” جاء بالوقت المناسب لعله يساعد في فتح أسواق جديدة، لأنه منذ بداية سنوات الحرب انحسر التصدير كثيراً بسبب غلاء المنتج السوري، ما جعل العملاء في الخارج يستعيضون عنه بمنتج آخر مثل “التركي والصيني” وغيرهما.
طي صفحة الماضي
وقال لورانس تيناوي صاحب شركة “تيناوي” للألبسة: نأمل من خلال “إكسبو” أن نطوي صفحة الماضي وننسى المعاناة، فخسائر قطاع النسيج كانت كبيرة، وسببت ضرراً به سواءً من حيث الكم أو الكيف، مضيفاً: بسبب قلة وغلاء مستلزمات الإنتاج الذي أدى لارتفاع الأسعار حدث انكماش في الانتاج، وكساد لأن نسبة البيع انخفضت كثيراً، مشيراً إلى أن جناح الصناعات النسيجية يشهد حراكاً جيداً، وهناك نسب بيع جيدة لمواطنين عرب وسوريين أيضاً، فبعض الشركات لديها حسومات وعروض مغرية، كما لفت إلى أن شركته ظلت محافظة على جودة إنتاجها الذي يؤهلها للمنافسة في الأسواق الخارجية.
في جناح شركة بامبا لصناعة ألبسة الشباب، تحدث عبد اللطيف أصلي عن آفاق جديدة تسعى الشركة لإنجازها، مشيراً إلى أن معرض إكسبو سيساعد في دعم خططهم.