لين جناد وحفل جديد ضمن مشروعها الموسيقي “آلا لين”
ملده شويكاني
“أبحث عن الغريب والمختلف” هذا ما قالته عازفة البيانو لين جناد في حفلها السنوي الذي تقدّمه في دار الأوبرا، بمرافقة أوركسترا أورفيوس الاحترافية بقيادة المايسترو آندريه المعلولي، للعام الرابع على التوالي، وبالتعاون مع “شام أكاديمي”، وقدمت من خلاله موسيقا “آلا ـ لين” أي بطريقة لين، وهي “ميكس” من أنماط موسيقية عدة، فيها كلاسيك ولاتن وجاز وإيقاعيات شرقية وغربية وموسيقا عربية وإسبانية، ومن الموسيقا التصويرية العالمية، كتبتها برؤيتها وبتوزيع الموسيقي ناريك عبجيان، ضمن مشروعها الموسيقي الذي آمنت به وأطلقته من دار الأوبرا لتقارب تجارب عالمية بالمزج الموسيقي بأسلوبها الخاص بمشاركتها الأوركسترا العزف على البيانو كصولو وبالتحاور مع آلات الأوركسترا وفق نمط الكونشيرتو، وبالمرافقة كنسيج موسيقي متكامل.
ففي كل حفل كانت تقدم موسيقا مختلفة تعبّر عن ذاتها، وفي هذا الحفل كانت تجربتها أكبر وأوسع وأقرب إلى الجمهور الذي تفاعل مع مشروعها الموسيقي.
وقد أخذ البيانو لحن البدايات في أغلب المقطوعات، بدور خط الإيقاعيات المنوعة مع الرق والدف والدربكة وبدور المؤثرات الإيقاعية، لكن الحضور الأكبر ضمن الإيقاع كان لآلة الدرامز، بالإضافة إلى آلة الفلوت من آلات النفخ الخشبية والساكسفون.
كما شارك الكورال بنجاح موسيقا “آلا – لين” بالغناء الجماعي لبعض المقطوعات، وتميّز بغناء المقطوعة الروسية “دارك آيز” بتأثير فنية الإضاءة الحمراء، وبدا دوره الأقرب إلى الجمهور في المقطوعات التراثية الجماعية، منها “فوق الناخل فوق” مع البيانو والإيقاعيات والساكسفون، ومن ثم الانتقال إلى “حالي حالي حال” على وقع متتالية التيمباني والصنجات، وإلى “عيني ومي عيني” بتسارع اللحن مع البيانو وتخللها فاصل إيقاعي، والقفلة “بعنيك يابه” بتكرار الجمل الموسيقية والغنائية.
أما مفاجأة الحفل فكانت المشهد الرائع المؤثر لخط الإيقاع -الدف الكبير- الذي كُتب على كل دف كلمة دالة عن الحياة، في المزج الرائع للأغنية التراثية الشهيرة “على موج البحر” على تأثير الغرافيك بتلاطم أمواج البحر بمرافقة الإيقاعيات الهادئة “قلي تعالي يا شاغلة بالي، كوني حلالي على طول العمر” لتتصاعد الموسيقا مع الدرامز والإيقاعيات والساكسفون ضمن نسيج الأوركسترا.
وعلى هامش الحفل أوضحت لين جناد الأستاذة في المعهد العالي للموسيقا في حديثها مع “البعث” أن “آلا- لين” تعني بطريقة لين جناد، وتابعت: “مشروعي الموسيقي الذي أشتغل عليه هو باسم “آلا لين” المؤلف من أنماط موسيقية عدة مختلفة من موسيقا كلاسيكية ولاتن وجاز، ومزيج بين الشرق والغرب، وحالياً بدأت بإدخال الموسيقا العربية والتراثية التي تخصّنا كشعوب المنطقة، وعملية المزج بينها وبين الموسيقا الكلاسيكية كانت ممتعة جداً بالنسبة لي ولاقت استحساناً لدى الجمهور، أما التوزيع الأوركسترالي فمن عمل الموسيقي ناريك عبجيان، وافتتحتُ الحفل بتيكوديستني التي هي مزيج بين السيمفونية الخامسة لبيتهوفن -القدر- وقطعة مشهورة جداً للغيتار باسم تيكو تيكو، فكانت مزيجاً بين الموسيقا الكلاسيكية والحديثة، ومن أكثر أعمال التراث الروسي أهمية قدمت مع الكورال اسمها دارك آيرز بطريقة آلا لين، كما قدمنا تيو ميكس، وهي مقطوعة من الموسيقا التصويرية الإسبانية، أما عن المزيج بين العربي والكلاسيكي، فكان بفوق النخل بمزيج بينها وبين فيفالدي -الربيع- من أجمل المقطوعات التي يحبها الجمهور، بالإضافة إلى القطعة الجديدة “نزلت عل البستان” وهي قطعة أنا كتبتها بشكل خاص لمشاركتي بمهرجان جرش في الأردن في الصيف الماضي، وقُدمت للمرة الأولى في دار الأوبرا أثناء الحفل، بمزيج بينها وبين رديتكسي مارش، وختام الحفل كان بكتابتي للأغنية التراثية على موج البحر مع بحيرة البجع، كنت أفكر بالمشهد وإخراجه بالخط الإيقاعي للدفوف الكبيرة ليكون مؤثراً جداً، ولاسيما أنه مزيج صوفي مع لاتن وبتوظيف تقنيات آلة الدرامز، وأتمنى ضمن مشروعي الموسيقي أن أقدم تجارب للمزج وبرؤية جديدة لموسيقا مختلفة عن كل أنحاء العالم”.
وعن دور آلة الدرامز الكبير بالحفل، أشارت إلى أنها منذ بداية انطلاق مشروعها بالمزج “فكرت بآلة الدرامز ليكون جزءاً أساساً من البرنامج ومن تقديم الموسيقا، لأن هذه الآلة بعيدة كل البعد عن الموسيقا الكلاسيكية، فآلة الدرامز عنصر مهم جداً، وفي مقطوعة إميلي التي كانت المقطوعة الرابعة بالحفل كانت المقدمة صولو للدرامز، ومذ فكرت بكتابة القطعة راودتني فكرة صولو الدرامز، وختمت القطعة بصولو البيانو فكان فيها تغيير عن بقية القطع، لكوني أبحث دائماً عن الغريب والمختلف”.
وبسؤالنا عن إمكانية إقامة حفل خاص للموسيقا الشرقية؟ أجابت: “بالتأكيد لا أستبعد ذلك وسيكون هذا الحفل قريباً”.