“عندما يورق الإنجاز” قراءة في مؤلفات نجيب الشامسي
حمص- عبد الحكيم مرزوق
صدر عن وزارة الثقافة والشباب ودار سويد كتاب “عندما يورق الإنجاز- قراءة في مؤلفات نجيب عبد الله الشامسي”- للمؤلف الدكتور هيثم يحيى الخواجة الذي يتابع مشروعاً بدأه منذ ربع قرن، وهو تسليط الضوء على إنتاج مبدعين إماراتيين تركوا أثراً طيباً في حياتهم، سواء أكان ذلك في العمل التطوعي أم في الإنجاز، ومن الذين كتب عنهم الشاعر عبد الله السبب والشاعر أحمد عيسى العسم والشاعر ناصر البكر والروائي الدكتور محمد حمدان بن جرش والقاصة فاطمة المزروعي ورائد القصة القصيرة في الإمارات عبد الله صقر وعلي الدباني وغيرهم.
يقع الكتاب في مائة واثنتين وستين صفحة من القطع المتوسط، ومما جاء في مقدّمة الكتاب: “إن قناعتي بإنجاز الباحث الموسوعي والمسرحي نجيب عبد الله الشامسي هي التي دفعتني إلى هذه السيرة، وإن مسوغ كتابة مثل هذه المقاربات هو توجّه أدبي وحضاري من جهة، وقبل ذلك هو هدف إنساني تسري في عروقه الاعتراف بالإبداع وتثمين العطاء النوعي الذي قضى فيه صاحبه زمناً طويلاً لكي يترك أثراً طيباً”.
ويعترف المؤلف بأن محطات الإبداع عند الشامسي غنيّة وثرة، وهي مفعمة بالعطاء والتعبير عن حب الوطن والتراث والمسرح والعمل الموسوعي والاقتصاد، ويشير إلى أنه لم يتطرق إلى بحوثه ودراساته وكتبه الاقتصادية من منطلق الإيمان بالمثل: “أعط القوس باريها”، ومن منطلق أنها تحتاج إلى كتاب خاص، ويكتفي بذكر بعض الأقوال التي نشرها وتشير إلى رؤيته الاقتصادية.
ويتحدث الكاتب الخواجة عن طفولته ومرابع الصبا وتعليمه، ثم ينتقل إلى الوظائف التي شغلها وكان آخرها -مدير عام الإدارة العامة للدراسات والبحوث والنشر بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون ومستشار الأمانة العامة-، وتوقف عند إنجازات في التراث حيث قارب مؤلفاته كلها وعلى رأسها كتابه المشهور “الألعاب والألغاز الشعبية في الإمارات العربية المتحدة”، ومن ذلك أيضاً كتاب “شياطين الفريج”، وكتاب “رأس الخيمة حاضرة المستقبل”، وكتاب “موسوعة رأس الخيمة” بأجزائها الأول والثاني والثالث، وقد عبّر المؤلف عن إعجابه بهذه الموسوعة لما تتضمّنه من معلومات ثرة ومهمّة ومن صور تراثية ومن أفكار، كما تحدث عن الجهد المبذول لإنجاز هذه الموسوعة، حيث لم يترك شاردة ولا واردة في تاريخ رأس الخيمة إلا وأنار عليها.
ومن حديث الخواجة عن الموسوعة نقتبس: “في الموسوعة ضوء مبهر يوازي الشمس ينيرُ على مفاصل وجسد وتضاريس إمارة تستحق الوفاء”، وعن تجربته المسرحية قارب الخواجة مسرحيات الشامسي وتحدث عن الركائز الفنية فيها “كش ملك”، و”وطن للبيع”، و”يحدث بعد منتصف الليل”، و”مقبرة الضمائر”، و”مدرسة المعيدين”، و”الدرجة السياحية”، و”طوي خلفان”.
وفي فصل “رؤية عامة في مسرحيات الشامسي”، يقول الدكتور الخواجة: “إن مسرحيات الشامسي تنبع من الواقع والظروف الاجتماعية، فهو ماهر في اقتناص الفكرة ومعالجتها”.
ولكي يؤكد الخواجة أهمية إبداع الشامسي، يشير إلى أنه أمسك من كلّ علم بطرف ومن كل ثقافة بطرف، وأنه رجل علم وثقافة واقتصاد ومسرح، وجدير بأن يكتب عنه وينار على أعماله.
ويقول الناشر: “لا غرو في أن مقاربة مؤلفات الكاتب نجيب عبد الله الشامسي الإبداعية ليست سهلة بسبب التعدّد والتنوع والغزارة، فهو يكتب في التراث والاقتصاد والمسرح والسيرة والمقالة والعمل الموسوعي، ويهتمّ بالمتاحف وتاريخ وتطور المدن وازدهارها وغير ذلك الكثير”، ويضيف: “استطاع الكتاب أن يحفر مكاناً عميقاً في موضوعات يرغب القارئ أن يزيد معرفته بها، ما دفع الدّكتور الخواجة إلى الإيغال في إبداعه وإنجازه ليضيء عليه من أجل قارئ واعٍ، احتفاءً بهذا الباحث والدارس المسرحي الإماراتي وتجربته التي تستحقّ البحث والدراسة”.