صحيفة البعثمحافظات

مشاريع المؤونة المنزلية تنشط وتبحث عن أسواق

طرطوس- محمد محمود
أفكار ومشاريع منزلية منوعة وجدت طريقها للعديد من الأسر في محافظة طرطوس بحثاً عن موارد جديدة للدخل في ظلّ ظروف اقتصادية متردية، وبدأت تلك المشاريع تنشط في هذه الفترة من العام، خاصة وأن معظم العائلات في المحافظة اعتادت تحضير المؤونة لاستخدامها شتاء، والملفت أن أسواق الخضار في طرطوس تشهد هذه الأيام وبكثرة تواجد أسر مختصة تتوزع ضمن السوق تقوم بتلبية طلبات كثيرة من ضمنها توفير المتطلبات التي تحتاجها أي طبخة، فيقومون مثلاً بفصفصة وفرط الفول والبازلاء، وتحضير ورق العنب ولفه، وحفر الكوسا، بما يشابه “سوق التنابل” المتعارف عليه في محافظة دمشق، حيث يتمّ تجهيز متطلبات الطبخ تسهيلاً لأسر وعائلات أخرى تمنعها ظروف العمل أو الحالة الصحية من تحضيرها، إضافة لقيام تلك الأسر بتحضير كافة أشكال ومتطلبات المؤونة مثل الباذنجان المكبوس للمكدوس، والفليفلة الجاهزة، والزيتون والمخلل والجوز.. وغير ذلك.
يقول أبو أمجد الذي يعمل مع عائلته في تلك المشاريع المنزلية ويتواجد ضمن سوق الخضار في منطقة العريض إنه يقطن مع عائلته في منطقة ريفية مجاورة، فيقومون بسلق “المكدوس” على الحطب ثم توضيبه ضمن أكياس موزعة بحسب الوزن، وهي الميزة التي ربما لا تتواجد عند عائلات كثيرة في المدينة، حيث يصل سعر الكيلو “المكبوس” والجاهز للحشي إلى 40 ألفاً، كما تقوم تلك الأسر بتحضير كافة المستلزمات الأخرى مثل دبس الفليفلة والجوز وغيره، وكلّ بثمنه، في حين تقوم أم خضر بتحضير متطلبات أي طبخة وبشكل فوري، فهي تأخذ مثلاً على حفر كيلو الكوسا مبلغ ألفي ليرة، ويمكن للشخص أن يبتاع ما يحتاجه من سوق الخضار ثم يتوجّه إليها لتحضير ما تتطلبه طبخته.
من جهته بيّن منذر رمضان عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الحرفيين في تصريح لـ”البعث” أن مثل هذه المشاريع البسيطة كانت موجودة وبدأت تتوسع في ظلّ الظرف الحالي، رغم ما تشهده الأسواق من ارتفاع للأسعار وانخفاض الطلب على المؤونة واقتصارها على أصناف محدّدة مع قلة الكميات، فمثلاً كانت الأسر سابقاً تحضر ما يقارب 50 كيلو “مكدوس”، أما اليوم فتكتفي بكميات بسيطة. وأضاف رمضان أن المطلوب اليوم العمل على تأمين التسويق المطلوب لمنتجات الحرفيين وإنشاء سوق متخصّص بهذه الأمور، مع إعطاء قروض ميسرة تساعد على بدء نواة مشاريع حقيقية للمؤونة، وذلك لنفسح المجال لأكبر شريحة بالاستمرار والتطوير لمشاريعهم المنزلية التي ربما تكون بسيطة لكنها تؤمّن دخلاً حقيقياً للكثيرين وتنشط الأسواق، علماً أن الجميع بالتأكيد معنيّ بالدعم كالجهات العامة والمنظمات والمجتمع المحلي.