مؤشرات إيجابية لمنتخبنا الوطني بعد لقب دورة الهند
ناصر النجار
كان يوم الإثنين الماضي يوماً كروياً سورياً ناصع البياض حقّق فيه منتخب الرجال بطولة دورة الهند الدولية، وانتقل منتخبنا الصغير ليلعب على نهائي بطولة غرب آسيا مساء اليوم، ونأمل أن تكلّل جهود منتخبنا بالظفر بلقب البطولة.
ولن نكون في وصف البطولة التي حقّقها منتخبنا الأول مغالين بالفرح، ولا من الذين يقلّلون من شأنها، فالمنتخب كما شاهدنا وضع قدمه على الطريق الصحيح، ومنحنا شعاع أمل بمنتخب قادم قادر على استعادة مكانة كرتنا بين العرب وآسيا بعد أن عانت كثيراً في السنوات الماضية، والنقاط الإيجابية التي حصلنا عليها من هذه المشاركة كثيرة، أولها أن المدرّب أعاد الروح في الكثير من اللاعبين فظهروا بمستوى أفضل مما كانوا عليه في السابق، والمدرّب أيضاً منح جميع اللاعبين فرصاً كاملة ليقدّموا ما عندهم، فأقل لاعب نزل إلى أرض الملعب لعب ساعة كاملة وأكثرهم لعب مباراة ونصف، لذلك إن اعتذر المدرّب من بعض اللاعبين مستقبلاً فهو أمر طبيعي لأن التجربة كانت خير برهان.
في المباراتين فزنا بشباك نظيفة على موريشيوس بهدفين نظيفين وعلى الهند بين أرضها وجمهورها بثلاثة أهداف نظيفة، ومن كان يقلّل من مستوى المنتخبين هذين فنقول له خسرنا وتعادل مع من هم مثلهما بالتصنيف والمستوى، وللأسف كانت تلك النتائج مؤثرة لأنها أخرجتنا من التصفيات الآسيوية صفر اليدين، وهل نسينا التعادل مع ميانمار والخسارة المرة أمام كوريا الديمقراطية؟.
شهية الأهداف لدى لاعبينا تدلّ على أن المدرّب أطلق حرية اللاعبين نحو الهجوم ولم يكبلهم بأسلوب دفاعي مقيت، والملاحظ أن الأهداف الخمسة سجلها خمسة لاعبين، وهو أمر طبيعي مادام المدرّب لم يستقر على تشكيلة معينة، المهمّ أن كل لاعبينا لديهم النفس الهجومي والشهية نحو التسجيل.
في المباراتين كسبنا حارسين جيدين استيبان جليل وإلياس هدايا، والأخير سيكون له مستقبل جيد لأنه ما زال في مقتبل العمر، وفي جوائز البطولة نال محمود المواس الذي كان مبعداً زمن المدرّب كوبر جائزة أفضل لاعب في المباراة مع موريشيوس وفي الدورة، كما نال المدافع ايميليانو عمور جائزة أفضل لاعب في المباراة مع الهند.
على العموم هناك الكثير من الكلام الذي يمكن تسطيره عن هذه المشاركة، لكن نكتفي بأنها منحتنا بصيص أمل لمستقبل أفضل، ولأن هذه المشاركة كانت فرصة جيدة ليتعرف المدرّب الإسباني خوسية لانا على مجموعة من لاعبينا، فلا شكّ أنه سيغربل بعض اللاعبين وينتقي من هذه المجموعة الأفضل حسب رأيه، وسيستدعي آخرين لدورة تايلاند التي ستجري الشهر القادم، وبذلك يكون قد تعرّف على مجموعة جيدة من اللاعبين، وينطلق بعدها ليكون مسؤولاً عن المنتخب بشكل كامل من ناحية اختيار اللاعبين وأسلوب اللعب، وما علينا إلا الانتظار.