زيت الزيتون يتخطى حاجز المليونين.. وحماة الأعلى إنتاجاً
دمشق- زينب محسن سلوم
تشهد تجارة زيت الزيتون هدوءاً حاداً في العرض والطلب نتيجة ارتفاع السعر الذي يتخطّى قدرة المواطن الشرائية، حيث تجاوز سعر بيدون الزيت حاجز المليوني ليرة، وهو ما يقارب متوسط راتب الموظف لمدة تتخطى الستة أشهر.
الفلاح علي أحمد، من قرى جبلة، أشار إلى الصعوبات التي يواجهها ابتداءً من الغراس ومروراً بالأسمدة وري المحاصيل وانتهاءً بموسم القطاف الذي أثقل كاهله، من حيث تأمين القطاف والنقل والعصر ومستلزمات الموسم، مؤكداً تجاوز أجرة العامل في قطاف الزيتون لهذا العام المئة ألف ليرة يومياً متضمّنة وجبة أكل، أو ١٢٥ ألفاً يومياً من دون وجبة طعام، علماً أن لا أحد يقبل العمل دون طعام، أو بالمقايضة وفق معادلة تنكة زيتون مقابل كل أربعة يقطفها العامل.
من جهتها بيّنت عبير جوهر، مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة في تصريح لـ”البعث”، أن جهود وزارة الزراعة تنصبّ على متابعة كلّ ما يتعلق بإنتاج الزيتون، ابتداءً من إنتاج الغراس من أصناف ذات إنتاجية عالية وملائمة لبيئاتنا المختلفة في سورية، وتوزيع كلّ صنف على المنطقة الملائمة لنموه بشكل مناسب، كما تحرص وزارة الزراعة مع البحوث العلمية الزراعية ومديرية الإنتاج النباتي ومكتب الزيتون على اختيار هذه الأصناف وإكثارها وتوزيعها وفق الخارطة البيئية الخاصة بأصناف الزيتون الصادرة عن البحوث الزراعية، كما تُبذل الجهود فيما يتعلق بتطبيق الممارسات الزراعية الصحيحة ورصد الآفات والحشرات والأمراض، والتدخل لمكافحتها بالوقت المناسب والشكل الأمثل، فضلاً عن التنسيق مع مزارعي الزيتون للتعرف إلى درجات الإصابات وإن كانت تصل إلى العتبة الاقتصادية، بحيث يتمّ التدخل عبر المبيدات بالحدود الدنيا، فالوزارة تعمل على تطبيق وتعزيز برنامج الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات والأمراض والحشرات، والمحافظة على الزيتون وزيت الزيتون ليكون ضمن جودة عالية، كذلك تعمل الوزارة والمكتب بالتعاون مع مديرية الإرشاد الزراعي على نشر الممارسات الزراعية الجيدة بين المزارعين، والحرص على تطبيقها من قبلهم والعمل على تقديم الخدمات الزراعية المطلوبة لأشجارهم بغية الحصول على منتجات جيدة وأشجار تتمتّع بإنتاجية عالية، فبعض الفلاحين يظنون أن شجرة الزيتون كأي شجرة حراجية ولا يقدّمون لها الحدّ الأدنى من الخدمات وتعطي محصولاً دون تدخل، حيث توجّه المكتب مع الإرشاديات إلى ضرورة توجيه الفلاحين لأهمية تقديم تلك الخدمات.
وحول سؤالنا عن متابعة عمل معاصر الزيتون، أشارت جوهر إلى أنه توجد لجان فرعية لمراقبة عمل المعاصر في المحافظات، ولجنة مركزية برئاسة مكتب الزيتون، مؤكدةً حرص اللجان على مراقبة واقع تصنيع زيت الزيتون والتوجيه بممارسات تصنيعية لإنتاج الزيت وفق الشروط الفنية المحدّدة من الوزارة للحصول على منتج عالي الجودة وصحي.
وبخصوص الأسعار، بيّنت مديرة المكتب أن وزارة الزراعة لا علاقة لها بتحديد سعر زيت الزيتون، حيث تلعب عوامل العرض والطلب والتسويق، إضافة للتكاليف، دوراً كبيراً فيما وصل إليه السعر من ارتفاع، بالتزامن مع ارتفاع التكاليف من أسمدة ويد عاملة وأجور العصر. وأضافت جوهر: إن إنتاج الزيتون في سورية قدّر بشكل أولي بـ740280 طناً، أي بزيادة نحو 6% عن الموسم الفائت، حيث يخصّص من هذا الإنتاج نحو 148055 طناً لإعداد زيتون المائدة، والجزء الأكبر نحو 592224 طناً يوجه للعصر وإنتاج زيت الزيتون، والذي يتوقع أن ينتج عنه نحو 94754 طناً من الزيت، مردفةً: تشير التقديرات الأولية لإنتاج الزيتون في المناطق الآمنة إلى زيادة في الإنتاج تُقدّر بنحو 11% عن الموسم الفائت، حيث قُدّر إنتاج الزيتون فيها بنحو 429865.5 طناً، أي نحو 58% من إجمالي الإنتاج، والذي يتوقع أن ينتج عنه كمية من الزيت تُقدّر بنحو 55004 أطنان، أي بزيادة 6000 طن عن الموسم الفائت، فيما قدّر أعلى إنتاج لهذا الموسم في المناطق الآمنة في محافظة حماة، حيث وصل إلى 91985 طناً.