إياد صالحة: النص الشعري الذي لا يحتوي فكرة عميقة نصّ مزخرف لكنه أجوف
هويدا محمد مصطفى
يتميّز الشاعر إياد صالحة بمفرداته اللغوية من خلال الانسجام مع المواضيع والتراكيب لإظهار التجديد في الحالة الشعرية، فيؤكد في نصه النثري أو الخاطرة العمق في طرح القضايا الواقعية من خلال رسم لوحة شعرية تتزاحم فيها الكثير من المؤثرات التي تعكس حالة الشاعر، ويستمدّ حروفه من الطبيعة الخلابة والبيئة التي تعكس جمالية حروفه.
يرى صالحة أن النص الشعري باعتباره أنموذجاً لغوياً ومادته الأساس هي اللغة ومن أهم الأساسيات التي يُبنى عليها النص الشعري “الذات” لأنها تعدّ منشأ الإبداع والخيال في كل المجالات بشكل عام، وفي الشعر بشكل خاص، فالشاعر يستدرج حالاته في محتواه الشعري من خلال ذاته، والذات عند الشاعر تختلف عن الآخرين في امتلاكها للافتراضية والخيال، والشعر لا يعتمد في طرحه على المادية الحقيقية بل يتجلّى طرحه أبعد من ذلك ليصل إلى الخيال فيسمعك صوتاً حيث لا صوت ويُريك شخصاً حيث لا شخص موجود وهذا ناتج عن الخيال الذهني والشعري.
وعن تصادماته مع النص أو أخذه لمتعاركات الحياة يتحدث: “نعم حصل ويحصل دائماً، فالشعراء يبحرون بشعرهم بين متعاركات الحياة، ودائماً نسمع عن أهمية الشعر والنص الشعري وضرورته في خضم الحياة المتسارعة التي نعيشها، فقد كانوا في العصور القديمة يحتفلون بولادة الشاعر مدة سبعة أيام بعد أن يدركوا تحقق موهبته، لأنهم كانوا يدافعون بالشاعر وشعره عن معتقداتهم ويستلهمون منه المعرفة والعلم، فالشعر هو السلاح الأبيض في حروب الأفكار وورد بيضاء تفوح بالمتعة، والعلم في ظلمة الجهل”.
أما الحالات التي تأثر بها صالحة وكتب عنها، فهي كما يوضّح: “كلّ ما يجول حولي من أحداث في البيت والمدرسة والوطن، والنصوص ليست اختيارية بالمطلق، فقد يخلق النص قي لحظة وموقف ويكون الموضوع متعلقاً بالحدث ذاته، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد كتبت عن الوطن والقيم العليا كالأمومة والبنوة والأبوة والصداقة والأعياد والغزل بأنواعه وأشكاله، وكتبت في الفخر والحزن والرثاء والطاقة الإيجابية والطبيعة وكتبت في الانتصارات، وأحياناً في النقد البنّاء لظواهر ما”.
ويرى صالحة أن النص الشعري له أثره على المتلقي، يبيّن: “عندما يمتاز النص الشعري بكل أشكاله وألوانه وأوزانه، وحينما يغوص الشاعر في بحوره ويصنع منه الجمال والإبداع من خلال صور شعرية رائعة وخلابة، يصور ويرسم مختلف مجالات الحياة وجوانبها بمشاعر جياشة وراقية تفيض بالحب والجمال وترسم صور شعرية جميلة رائعة، ويترك الشاعر بصمته الخاصة به، فالنص الشعري الذي لا يحتوي فكرة عميقة هو نص مزخرف لكنه أجوف”.
وحول كتابة الخاطرة وقربها من القصة والنثر، يتحدث صالحة ويقول: “الخاطرة نوع من أنواع النثر الأدبي وأي كلام يكتب بأسلوب أدبي ليس بشعر، فهو نثر كالرسالة والقصة والمقال، أما الخاطرة فهي كلام يجول في البال أي فكرة تخطر على البال يعبّر بها كاتبها بأسلوب وجداني بليغ، أما النثر فهو مشاعر داخلية تخرج عن طريق كلام مرتب منمّق يحمل قافية الشعر”.
تناول صالحة الكثير من المواضيع، يقول: “الشاعر ليس له موضوع محدّد يكتب فيه، إنما هو أمام مواقف وأحداث وخواطر، تارة يكتب عن الحب وتارة عن الظلم وتارة أخرى عن الغلاء الفاحش، أو الآخرة وزوال الدنيا، لا يمكن أن يختار موضوعاً محدداً،وقد تختاره المواضيع ليكتب عنها”.